غثاء كغثاء السيل (10) / باريكي بياده

سبت, 2015-12-05 20:55

صار العالم الإسلامي منقسما ومقسّما بين (إرهابيين) خالصين مقرِّين على أنفسهم بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول اللهﷺ متلبسين بإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ؛ ومشتبه فيهم ؛ فيهم خصلة من إرهاب إلى أن يدعوها !! وقد كان الشيطان المجرم الشرير بوش

واضحا حين أعلن الحرب الصليبية للقرن الحالي وكان يعني ما يقول عندما قال من لم يكن معنا فهو ضدنا ؛ لكن في المقابل كان الشيخ المجاهد الشهيد أسامة إبن لادن أحسبه كذلك والله حسيبه أكثر وضوحا حين أقسم أن لن تنعم أمريكا بالأمن ما لم نعشه واقعا في فلسطين ؛ لم يكن يقصد آمريكا فحسب بل هي وكل من على شاكلتها ؛ كان الشيطان يعوِّل على آمريكا وحلفاءها وعملاءها وهم كثر ؛ وكان الشيخ يعول على الله ثم على غير هؤلاء وهم قليل : حشد المجرم عشرات الدول بين العظمى ذوات القوى النووية والوسطى ذوات الجيوش المنظمة والعطايا السخية وغير ذلك من الدول ذوات المخابرات التي لها شأن في مجال مكافحة (الإرهاب) فاحتلوا دولتين مسلمتين بجيوشهم على الأقل وباقي الدول المسلمة بقواعدهم وقتلوا مئات الآلاف وشردوا الملايين ظلما وعدوانا ؛ تهافت حكام العرب والمسلمين وأزلامهم وأقزامهم لإعلان ولاءهم لهؤلاء ! ؛ تحرك المجاهد بأتباعه المشتتين شرقا وغربا ؛ المحاصرين من أقصى العالم إلى أدناه والعزَّل إلا من أسلحة يدوية مخفيَّة وبسيطة ؛ قتلوا العشرات قصاصا ؛ تنافس حكام العرب والمسلمين بشكل منقطع النظير في الجدية والصراحة والوقاحه في التبرء من هؤلاء ! اعترف العالم لأولائك بالحق في (الدفاع عن النفس) وتعريف الإرهاب ومحاربته مع اتهامه لهؤلاء به وتجريمه لدفاعهم عن أنفسهم وعرقلة تنقلهم أيا كانت الوجهة والدوافع . بعد سبع سمان يأكلن لاحقاً سبع عجاف رحل الشرير إلى غير رجعة يجر هزيمة نكراء يلعنه ملايين الغربيين وخاصة الأمريكيون منهم والتاريخ فضلا عن العرب والمسلمين ؛ استُشهد الشهيد بعد عقد من الزمن من قسَمه وبعد أن أبره حيا في الدنيا وربما حيا عند ربه يرزق فرحا بما آتاه الله من فضله ويستبشر بالذين لم يلحقوا به من خلفه ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؛ يظن سذَّج المسلمين أن إجرامهم ضدنا سببه جهادنا ضدهم لكن الإرهاب كان ذريعة للغرب لتنفيذ مخططات قديمة بل مواصلتها وشرعنتها ؛ وبنظرة خاطفة إلى غيض من فيض للمُعلن من تصريحات النخبة من الأسلاف والأخلاف يتبين أن الحرب على الإرهاب الذي هو الإسلام تسكنهم قلبا وقالبا منذ عشرات السنين وما خفي كان أعظم !! : «إن الجبهة الجديدة التي يتحتم على الغرب مواجهتها هي العالم العربي الإسلامي، باعتبار أن هذا العالم هو العدو الجديد للغرب». (كيسنجر) ! ؛"ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين إلاَّ أحد حلَّين: الأول: قتلهم والقضاء عليهم. والثاني: تذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنيَّة العلمانيَّة "(نيكسون) «لقد حان الوقت الذي يجب علينا أن نتخلى فيه عن خلافاتنا وخصوماتنا السابقة، وأن نواجه العدو الحقيقي لنا جميعاً وهو الإسلام».(ويلي كلايس أمين عام حلف الناتو في التسعينات) !! ؛ «لقد ربحنا الحرب الباردة، وها نحن نعود بعد 70 عاماً من الصراعات الضالة إلى محور الصراع القائم منذ 1300 سنة، إنه صراع المجابهة الكبيرة مع الإسلام» (الجنرال جون كالفان القائد الأعلى لقوات حلف الناتو عام 1994) ! يجب أن لا نواجه الإسلام وحدنا، بل أن نجعل حكوماتهم وقوانينهم تحاربه، وكذلك القوانين العالمية تحاربهم، وأن يحاربوا هم أنفسهم أيضاً، من خلال توجهاتهم الفكرية المختلفة، وأن يسعوا هم في تنفيذ أهدافنا عبر المشاركة السياسية. ومن ذلك مثلاً إنشاء توجهات إسلامية أقرب إلى الفكر الغربي تحت مسميات الاعتدال والتطور والحداثة والتجديد”.(أوباما) !! بعد سقوط ذاك واستشهاد هذا أُعلنت خلافة تكفر بحديث الغرب عن الشرق الأوسط الجديد ومخاضه وحديث الشرق عن الربيع العربي وثوراته وحديثهما عن الديمقراطية المقيتة والحرية الخليعة والدبلوماسية الخبيثة والإنسانية المستغَلة والعدالة الزائفة والحكومات الشرعية العميلة والمعارضات المعتدلة الطامعة ؛ ألغت حدود السيكس بيكو الزهيدة والتفاوض الحقير والقومية الهزيلة والسلمية المُهينة والتعايش المذل ؛ رفعت راية لا إله إلا الله وحكمت بما أنزل وقاتلت في سبيله فإذا بالمسلمين الأعاجم ينفصلون عن أوطانهم ليلتحقوا بها و(المسلمون) الأعراب يستبسلون لصدها ؛ كفَّرها الع(لم)(مل)اء وحكم الحكام عليها بالإعدام وغمز وهمز ولمز فيها الإعلام واستباح فيها الرويبضة الكلام !! أرادت قتال الكفار فأراد (المسلمون) قتالها !! تُتهم الدولة الإسلامية بالعمالة للجميع وينقض أيضا الجميع ذلك بالاتفاق غير المسبوق بينهم على قتالها رغم كثرة الأجندات المختلفة والمصالح المتناقضة والعداوات القديمة والجديدة إذ تزدحم سماؤها ب أف 16 و18 الأمريكية وسوخوي 24 و35 الروسية وتورنيدو البريطنية ورافال 24 الفرنسية وميج 29 الألمانية والمخططين والمنفذين والمشاركين والداعمين والمتعاونين والمؤيدين والمتواطئين والمتمالئين والمتعاطفين والمتحمسين من بني جلدتنا !! قال النبيﷺ يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ  وقال : لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ  !!  وقال : تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت. قال تعالى (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) !! فيا سنة ويا شيعه ويا مسلمين أجمعين : اليهود والبروتستانت والكاتوليك لا يحبون السنة بل يكرهون الشيعه ؛ والأورتودوكس لا يحبون الشيعة بل يكرهون السنة ؛ بل لا يحب أي منهم الآخر ومن رجع إلى التاريخ يعلم ما بينهم من التباغض الشديد والعداء العميق والتناحر الشرس ؛ لكنهم اتفقوا على ضرب بعضكم ببعض وأنتم تقلدونهم في كل شيء لكنهم يتحالفون وتتخالفون ويتناصحون وتتناطحون ويتناصرون وتتناحرون قال تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ! وقال أيضا : وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ  . قال رسول اللهﷺ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا وقال : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ! : وقال : المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه !!  فيا من تشهدون الشهادتين ؛ لن تستطيعوا حسم الخلاف لكنكم تستطيعون تجنبه قال تعالى :وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين !!   وقال : وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا !!   وقال : وقال ( والفتنة أكبر من القتل) وقال ( والفتنة أشد من القتل) . وقال النبيﷺ إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار !! وأنتم تتحولون تدريجيا وبساهمة منكم بطريقة مباشرة وغير مباشرة من أمة الإسلام إلى أمة الإرهاب ليشرِّعوا قتل بعضكم ببعض ! تُسن قوانين لمحاربة ( الإرهاب ) ويعتمدها ( المسلمون ) ؛ ولتُنقضن عرى الإسلام عروة عروة ؛ ولتتبعَنَّ الأمةُ سنن اليهود والنصارى حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتْه كما قال رسول اللهﷺ. إلا من رحم الله ! وقد كُذِّب الصادق وصُدق الكاذب وخوِّن الأمين وأأتمن الخائن ؛ فأن تُدافع عن ديمقراطية آمريكا أو إعتدال السعودية أو تحضّر إسرائيل أو تطوّر إيران أو مدنية تركيا أو حضارة روسيا فأنت أنت كما يقول الشيطان أما أن تدافع عن خلافة الدولة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين ؛ زمن الحرية والحداثة والتجديد فلا تلومن إلا نفسك فالمسلمون قبل غيرهم لك بالمرصاد !! ومن المعروف عقلا والمقرر شرعا أن الحرب بين حق وحق لا تقوم لأن الحق واحد ؛ والحرب بين حق وباطل لا تدوم لأن الله مع الحق ؛ أما الحرب بين باطل وباطل فلا تنتهي . فالأمر إذا أشد والخطب جلل والمصاب عظيم وقد هلك الكراع والخف وبلغ السيل الزبى وطفح الكيل والصلح خير كما قال الله تعالى فأفيقوا ! هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !!