تقسيم الموجود من العدالة!/ بقلم: أحمدو ولد محمد (رأي حر)

-A A +A
أربعاء, 2014-07-30 11:22

لقد قرأت في أحد المواقع ملاحظة حول هجر الحمام لمدينة انوكشوط بسبب الإفراط غير المسبوق في صيده من قبل بعض الناس و تدمير الحزام الأخضر الذي كان يمثل وكره الرئيسي في غياب واضح لسياسة غير مرتجلة لحماية البيئة , و رغم أن الأمر يعتبر نذير شؤم لبلدنا الذي يعيش الأزمات بالجملة علي جميع الأصعدة و خاصة في مجال الأمن و السلم الأهلي و لأن الحمام كما هو معروف يرمز للسلام لدي جميع شعوب المعمورة تقريبا...

 

و قد فاتت علي الموقع المذكور ملاحظة أخري تتعلق بطائر آخر لا تقل خطورة عن الآنفة الذكر حسب وجهة نظري المتواضعة و هي تزايد مثير للخفافيش حيث يُشاهد منها وقت الغروب أسراب كثيرة و كبيرة تتخذ من النخيل ملاجئ ليلية و من المعروف أن الخفاش يرمز لمصاص الدماء خاصة أن أغلب المعاملات اليوم بين أبناء موريتانيا الجديدة من الأغنياء و الفقراء يمكن لنا مقارنتها و قياسها مع و علي العلاقة بين الماص و الممصوص !

 

و من الأمثلة علي ذلك هو ما قامت به و تقوم به المجموعة الحضرية من مطاردة لصغار الباعة في الأسواق و مصادرة ممتلكاتهم ليلا في غيابهم وبالتالي حرمانهم من وسائل عيشهم المتواضعة و خاصة في أوجه الأعياد , رغم أنها عجزت تماما عن تنظيف المدينة المقبلة علي موسم الأمطار و التي تضاعفت فيها الأوساخ بصفة مخيفة منذ استلام الرئيسة الجديدة لمهامها !

 

كما أستحسن بالمناسبة طرح سؤال علي ولاة أمور موريتانيا الجديدة و خاصة رئيس الفقراء عن الساحات العمومية الكثيرة و حتي أرصفة الشوارع ( أذكر منها الرصيف المقابل لمسجد مقاطعة السبخة العتيق ) التي منحت لنافذين شيدوا فيها أسواقا أجروها بأغلي ثمن , علي أي أساس منحت و تٌمنح للأغنياء و يٌحرم منها الفقراء ؟ و علي أساس أي معيار و أي قانون و أي عرف ديني أو أخلاقي أو إنساني يُسمح لأناس نافذين بتشييد العمارات و الأسواق في الساحات و فوق الأرصفة و يُحرم آخرون لأنهم ضعاف و فقراء من الوقوف أو الجلوس فيها عارضين تجارتهم المتواضعة بين أيديهم ؟