لأجل ترشيد طاقة المباني في موريتانيا

ثلاثاء, 2016-11-22 08:22
محمد محمود ولد الصيام - مهندس مدني -

يقوم المهندسون بإنجاز دراسات تتعلق بالطاقة وانتقال الحرارة في المباني، من شأنها ترشيد الاستهلاك اليومي للأفراد إضافة إلى توفير الراحة لهم.

 

من بين الحلول التي توصل إليها المهندسون للحد من تكاليف استهلاك الطاقة في المباني العوازل الحرارية.

 

أثبتت التجارب والدراسات العلمية أن استخدام هذه العوازل في المباني السكنية والمنشآت الحكومية والتجارية والصناعية يقلل من الطاقة الكهربائية بمعدلات تصل إلى نسبة 40%، ويحتفظ بدرجة الحرارة المناسبة للمبنى لمدة أطول دون الحاجة إلى تشغيل أجهزة التكييف لفترات زمنية طويلة ويؤدي إلى استخدام أجهزة تكييف ذات قدرات صغيرة.

 

وهو ما يترتب عليه تسجيل نقص في تكاليف استهلاك الطاقة والأجهزة المستخدمة ويقوم برفع مستوى الراحة لمستخدمي المبنى كما يقلل من استخدام أجهزة التكييف ويقلل من التأثير الصحي على الإنسان بسبب الضوضاء الناتجة عن تشغيل تلك الأجهزة ويعمل العزل الحراري على حماية وسلامة المبنى من تغيرات الطقس والتقلبات الجوية أيضا.

 

إذا كان بالإمكان اعتبار الدول المتقدمة سباقة في اتخاذ تدابير في هذا الصدد تلزم المقاولين وأصحاب شركات البناء بالمرور عبر هذه الدراسات سبيلا لتحقيق الأهداف المرجوة من خلال هذه السياسات المتبعة في مجال الطاقة وترشيد الاستهلاك فإن بلدانا عربية عدة سارت على نفس الدرب وشرعت فعلا في وضع إستراتيجياتها المتعلقة بالموضوع.

 

ففي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال تم الإلزام باستخدام العوازل الحرارية في بناء جميع المباني، بعد أن تم الإلزام بإستخدامها في المباني الحكومية حيث أثبتت الدراسات هناك أن ذلك يسهم في تخفيض مبالغ فواتير المواطنين بنسبة تتخطى 50% مما هي عليه الآن.

 

كما تتوفر المملكة المغربية على نظام متكامل لدراسة حرارة المنشآت يسعى لإلزام التقيد به من قبل المقاولين.

 

في ظل هذا الاهتمام الكبير الذي توليه البلدان للدراسات الحرارية للمباني حق لنا طرح السؤال: هل توجد في موريتانيا إستراتيجية مماثلة تخفف من الأعباء على كاهل المواطن وتوفر للحكومة مردودا اقتصاديا؟

 

استخدام المكيفات في موريتانيا أضحى ضرورة بفعل الارتفاع الكبير الذي تعرفه درجات الحرارة في فصل الصيف وهو ما يزيد من قيمة الفواتير ويدفع بالاستهلاك إلى حدود أبعد.

 

لذلك بات ضروريا طرح وتدارس أفكار تهدف لترشيد الطاقة وتحقيق الاستعمال الأمثل لها وضرورة إنجاز الدراسات المرتبطة بحرارة وطاقة المباني وكل ما من شأنه تحقيق الراحة للأفراد عند تشييد مبانيهم.

 

يعتمد نظام العزل الحراري للمباني والمنشآت على استخدام مواد لها خواص عازلة للحرارة بحيث تساعد في الحد من تسرب وانتقال الحرارة من خارج المبنى إلى داخله صيفاً ومن داخله إلى خارجه شتاء.

 

يعتمد اختيار هذه العوازل على خصائصها وهناك شركات كثيرة تعمل في هذا المجال الذي يتوقع الخبراء أن يشهد استثمارات معتبرة في السنين القادمة في ظل حاجة الحكومات للحلول المرتبطة بمشاكل الطاقة والاستهلاك.

 

فهل ستندرج هذه الدراسات ضمن إستراتيجية الحكومة للتنمية خلال الأعوام القادمة؟