تحدثنا كثيرا عن سلبيات حفل التنصيب وضعف التمثيل الدولي ومستوى البذخ اللافت وإرغام الناس على الحضور واليأس من المأمورية القادمة التى لا شيئ يدفع للتفاؤل بشأنها بالنظر إلى ضبابية المأمورية السابقة للرئيس محمد ولد عبدالعزيز ذات المحصول الهزيل على جميع الأصعدة
وقلنا إن الرئيس كان ضعيفا فى مواجهة معظم الملفات الأمنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية وحارب الفساد بالمفسدين وتحول إلى مجرد صاحب "كومسيوه" يأخذها من كل شيئ المعادن والطرق والبنوك والصفقات و....
الآن لنتحدث عن النصف الآخر للكأس عن ماهو إيجابي فى تنصيب الرئيس لمأمورية جديدة فمن الحماقة البحث عن السلبيات وحدها وإغفال وجود نقاط إيجابية مهما كانت درجة أهميتها
لنقل إن صداعا فى الرأس ولوكان مزمنا أفضل من رأس مقطوع بالكامل بمعنى أنه من الأفضل أن يكون لدينا رئيس نلاحظ عليه نعارضه نخاصمه ننتقده لكننا نشعر معه بشيئ من الأمان فهو على الأقل رئيس يتبع له الجيش والدولة كلها ويتخذ القرارات ويمسك مفاتيح كل الملفات المحلية وهذا فضل من الله فدول مثل ليبيا وسوريا ومصر والعراق مثلا غير مستقرة بفعل كذبة الربيع العربي التى دمرت البلدان ومزقت الشعوب واستجلبت الأجانب لنهب الخيرات وإذكاء النعرات وبعض هذه الدول بلارأس وبلاحكومة إن هي إلا قبائل وعشائر تقتتل بشراسة وفوضوية وتحرق كل شيئ حتى دون تحديد العدو والصديق فهو قتال بلا أطراف والكل مع ذلك طرف فيه
من المهم إذن أن يكون لدينا رئيس مهما كانت ملاحظاتنا عليه لحماية وطننا ولحمته وتماسكه وحدوده
الرئيس ولد عبد العزيز بنى لنا جيشا قويا وللأمانة لم يكن لدينا جيش معتبر كما وكيفا
جنودنا ذبحوا وهم شبه عزل من السلاح فى صحراء قاحلة تركوا منسيين فيها وليس لديهم ما يحمون به أنفسهم من عدة وعتاد والحمدلله الجيش اليوم قوي ويغلق حدودنا بجدارة واقتدار وموقفنا من الأزمة المالية كان محترما ويخدم مصالحنا الوطنية هاجمنا عندما كان ذلك ضروريا وعدنا لوضعية الدفاع لأن ذلك ضروري دائما ورفضنا السير تحت رايات الآخرين وتنفيذ اجنداتهم الخاصة بهم فى مالى والتى لاتصب فى مصلحتنا
رغم مأساوية الأوضاع الإقتصادية المحلية نجح الرئيس فى التخفيف ولونسبيا من معاناة معظم فقراء العاصمة والداخل عبر دكاكين الأمل والتضامن وعمليات رمضان ولايدرك قيمة ذلك الجهد إلا الفقراء الذين ليس بمقدورهم اقتناء ضروريات الحياة من البقالات والمخازن غالية الأسعار نتيجة المضاربة والارتفاع الفاحش فى الأسعار
تدخل الرئيس مرات عديدة لإجلاء طلابنا ورعايانا من مناطق الإحتقان عبر العالم فى سوريا وليبيا ومصر وساحل العاج ووسط افريقيا
طبعا لم يضعهم فى ظروف مناسبة ولم يعوضهم عن مافقدوه من مال ووظائف وامتيازات تمتعوا بها فى تلك البلدان لكنه على الأقل حافظ على أرواحهم وذلك مكسب أساسي وربما ترك التكفل المادي بهم لروح التكافل الاجتماعي التى لولاها لأفنتنا الحروب والمجاعات
وقف بشجاعة ضد فوضى الربيع العربي ويحسب له ذلك على أية حال رغم إخفاقاته فى السياسة الخارجية وسوء اختياره للأحلاف الدولية وتركيزه على إقامة علاقات مع دول لاوزن لها مثل توفالو وابروناي
بنى مطارا دوليا حديثا وجامعة عصرية ومدارس للصحة ومستشفيات متخصصة قدتكون مشاريع ناقصة وغير مكتملة أوحتى استعراضية انتخابية لكنها على أية حال نقطة بداية مهمة للاهتمام بالبنى التحتية تعليميا وصحيا فأن تنجز بناية خرساء فارغة أحسن من أن لاتنجز شيئا على الإطلاق