نحـــنُ... و الزمن / ناجي محمد الإمام

أحد, 2017-01-01 09:55

تواضع الناس على جملة من التحديدات فيما لا يمكن حده والتعريفات فيما لا يمكن تعريفه وجزفوا وجازفوا و كيفوا وكالوا ما لاكـَــمَّ ولا كيف له .

ولكنهم اتفقوا على جُلِّه واختلفوا على أَقَلِّهِ ، و منه حساب الزمن لتفسير الصيرورة وكيل المستور ومحاولة استكناه المقدور ، فارتبط الزمن عندهم "بالشيء المسلَّم به " .

لا تدَّعي أمةٌ و لا حضارةٌ "اكتشافَ الزمن" و لا اختراع مفاصله من اليوم للأسبوع ولا "عدة الشهور" لكنها "قد" تختلف في شمسيتها من قمريتها حسب الانبهار البِدْعِيِّ البدْئيِّ بأحد الكوكبين إشراقا و أفولا أو بسواهما من الظواهر.
وتختلف الأمم العريقة عن البدائية من حيثُ العلاقة التي تقيمانها مع ظرف الزمن،حتى أنه يمكن قياس علاقتهما بالتاريخ من خلال أسبقية إحداهما لتسمية الأيام و الشهور...
إن الاحساس بالزمن يدفع إلى كيله لاستغلاله في انجازٍ مَا للتفرغ لأمرٍ ما؛ وعدم الاحساس به ينفي الوجود لأن الانجاز هو الدليل الباقي على مرور أمة أو فاتح أو نبي بهذه الأرض أو تلك.
و الإنجاز المادي أو الفكري الخارق هو الوَسْمُ الذي يحفر على جبين الزمن نقطةَ انطلاق مضمارِ سباقٍ يحدد ما قبله وما بعده ( الميلاد / الهجرة/ الميجي/ الثورة الفرنسية...إلخ)
و الزمن وعاء افتراضي محايد ، لا يتطير منه سوى العاجزين عن فهمه ، فتراهم متحسرين على انقضاء سنة طبيعية أومتخوفين من قدوم أخرى كبيسة... و ما طبعها أو كبسها سوى عجزهم..
من هنا فالسنة الافتراضية2017 ستكون -لكل أمة-ما ستفعله فيها و بها ـ إن كتب الله،كما نرجو، أن تعيشهاـ لا ما ستفعله بها...
فلنسع لأن تكون خيرًا فعلناهُ و مكسبا للناس أنجزناهُ من أجل تثبيت دعائم العدل الذي يزهق الباطل و المساواة التي تنفي الغبن والأخوة التي تمحو التراتب والحرية التي تجُبُّ العبودية و الحب الذي ينفي الكراهية و الكفاية التي تنفي الحاجة...
لله در احمد شوقي بك :
ما ضرَّ لو جعلوا العلاقة في غدٍ **
بين الشعوب مودة و إخاء