حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء عملية "الجرف الصامد" ارتفعت إلى أكثر من 1766، وتصاعد عدد من شردهم الجيش الإسرائيلي من منازلهم إثر تدميره لها إلى أكثر من نصف مليون.. الإمدادات الطبية تنفد.. وظهرت مأساة جديدة في القطاع، حيث اكتظت المقابر بالموتى.. ومع توالى سقوط الضحايا يضطر الأهالى لنبش القبور القديمة بحثا عن قبور فارغة يوارون فيها أجساد الشهداء الجدد..
بهذه الكلمات وصفت صحيفة (ديلى ميل) البريطانية الوضع المأساوي في غزة في اليوم الـ28 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي استهدف منازل المدنيين الأبرياء والمستشفيات والمدارس والملاجئ والمساجد.
ورأت الصحيفة أن غزة تقف على حافة الهاوية بالفعل بعد انقطاع الإمدادت الطبية والطاقة بعد أن دمرت إسرائيل محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة المسئولة عن إمداد نحو 70 بالمئة من القطاع بالكهرباء، وذلك فضلا عن تدمير الجرافات والدبابات الإسرائيلية للبنية التحيتية للقطاع .
ووفق إحصائيات لوزارة الداخلية في غزة فقد شنت إسرائيل خلال 27 يوما (55743) هجمة على قطاع غزة من بينها 6663 هجمة جوية، 33871 برية، و16209 هجمة بحرية، وتسببت الغارات الإسرائيلية المتتالية على قطاع غزة، بتدمير 5238 وحدة سكنية، وتضرر 30050 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 4374 وحدة "أصبحت غير صالحة للسكن"، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.
ودمر اﻻحتلال 138 مسجدا، من بينهم 28 مسجدا بشكل كلي، و110 بشكل جزئي، وتم استهداف 20 مستشفى ومركزا صحيا وتدميرهم بشكل جزئي،كما تم استهداف 152 مدرسة وتسببت الغارات بتدميرها بشكل جزئي تأوي 85 ألف طالب وطالبة،وتم تدمير 8 محطات للمياه يستفيد منها حوالي 800 ألف مواطن، ونزح 246 ألف مواطن، تاركين منازلهم بسبب قصفها من قبل الطائرات، أو تعرضهم لتهديدات إسرائيلية بقصفها.
وأبرزت الصحيفة إدانة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للهجوم الإسرائيلي الوحشي على مدرسة في غزة تابعة للمنظمة الدولية أمس الأحد، وقال بان كي مون إنه "عار أخلاقي وعمل إجرامي"، داعيا إلى محاسبة المسؤولين عن "الانتهاك الجسيم للقانون الإنساني الدولي".
ونقلت عن الأمم المتحدة قولها "إن قصف المدرسة الواقعة في رفح في جنوب قطاع غزة قتل عشرة مدنيين على الأقل. وهذا ثالث هجوم قاتل على مدرسة للأمم المتحدة تؤوي فلسطينيين أثناء الصراع المندلع منذ 27 يوما بين إسرائيل ومقاتلي حركة حماس.
وونقلت الصحيفة عن روبرت تيرنر، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" في غزة قوله "لقد أحطنا الجيش الإسرائيلي علما عدة مرات بمواقع كل منشآتنا. لقد كانوا يعلمون أماكن هذه الملاجئ، وليست لدي فكرة لماذا تتكرر هذه الأفعال."
وتعد هذه الحرب هي الأكثر قسوة على صعيد الشهداء والجرحى، فقد سجلت الحرب الأولى (2008-2009)، عن استشهاد 1417 فلسطينيا، من بينهم 412 طفلا، وإصابة 4336 آخرين، وفق إحصائيات طبية فلسطينية،والحرب الثانية في عام 2010 استشهد 162، وأصيب 1200 آخرون، في حين أن هذه الحرب الثالثة، وحتى صباح اليوم السبت، أسقطت 1650 مواطنا، من بينهم 300 طفلا، وأصابت 8900 آخرين.