خمس سنوات والبلاد ترفل في عز زمنها ، بعمل دؤوب وتنمية مستديمة شملت جميع الأصعدة ، وغيرت مجرى نهر فاض لثلاثين عاما بالمحسوبية والقبلية والجهوية ، فقامت القيادة الوطنية منذ بزوغ شعلتها بتجفيف منابع ذلك النهر مودعة نهج الأحادية والدكتاتورية لأنظمة مستبدة استحدث قادتها وحوارييهم وسدنة قصورهم كل طرق الفساد وغسل المال العام ؛ مما نكأ جراح الوطن آنذاك وأدمى قلبه ،
وجعل الدولة على مرمى حجر من الفشل ، لكنها اليوم وفي فترة وجيزة أصبحت في مصاف دول قطعت أشواطا في التقدم والنماء بفضل قيادة رشيدة ومخلصة ، ومع أن الظلاميين والرجعيين شياطين الفساد من بقايا رعيل المفسدين لم يألو جهدا في سبيل إحياء زمن الذل والهوان ؛ الزمن الجميل بالنسبة لهم والبائس بالنسبة للوطن.
ففي زيارة لبراكنة 18/05/2014 بدا الرئيس مزهوا بانسجام عفوي وتلاحم بديع بينه والقواعد الشعبية من البسطاء الذين ركضوا جانب سيارته من مكان هبوط الطائرة وحتى المصنع مما يقارب 8 كلم وفي حمئة الغيظ ، ذهابا وإيابا ، ردا لجميل الانجازات الراسخة في كل شبر من الولاية الخامسة ، كما في كل بقاع الوطن الحبيب ، ولقد قاسم فخامته أؤلئك البسطاء تلك الفرحة وذلك الشعور ، وتلك رسالة مباشرة وعفوية صادقة وليست من تمثيليات المنتخبون وبعض الأطر المتباكين على السالف من النهج الفاسد ، فهم في واد والجماهير في واد ، ورغم أن سكان مقطع لحجار يدينون بالكثير لفخامة الرئيس فلا يخفى كذلك امتعاضهم من وعود عرقوبية لشباب معطلين عن العمل وللمجتمع المدني والتعاونيات النسوية والصناع التقليديين ... وكذا قطع الصلة بين هذه القواعد والقيادة وحزبها وبذلك أصبحت المقاطعة تشهد شرخا وانشقاقا في صفوف منتسبي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وداعمي ومساندي الرئيس ينذر بتمرد سياسي في مقاطعة رادكالية في معارضة الأنظمة ولم تعرف الموالاة إلى مع قائد المسيرة المظفرة ، وما الصراعات الداخلية بين مكونات المشهد السياسي في المجالس البلدية للمقاطعة إلا نتيجة شغور سياسي عميق ، ولا تلوح في الأفق ملامح أو مؤشرات من المنتخبين لرأب الصدع وبذل قليل الجهد في رص صفوص قواعد الحزب والمساندين من الشباب العاطلين ؛ الذين قالطهم السياسيون
، وبهذه التصرفات المشينة تكون حليمة عادت إلى عادتها القديمة من فبركة للصورة وتضليل للرأي العام وما ذلك بالأسلوب الأنجع في كسب ود رئيس الفقراء الذي تبناهم وواساهم والذي انتفض على المألوف السائد قبله وحارب أؤلئك الذين حقنوا شرايين البلد بسم خياناتهم والذين عملوا على اتساع الهوة بين الرعية والراعي .
لقد تغيرت الأذواق وتجددت متطلبات عصرية وأصبح الموريتانيون مع هذه القيادة التي انتشلتهم من براثين التخلف والفقر يحلمون بالإصلاح وبمسايرة الأمم المتقدمة ، و ما ممارسات المنتخبين وبعض الأطر في مقطع لحجار إلا موديلات قديمة وترهات أفل زمنها وهي سباحة عكس تيار الإصلاح والتنمية ومحاولة لكسر أشرعة سفن قائد المسيرة النيرة التي تبحر بمشروع تنموي متكامل أساسه الصدق والوفاء بالعهود ، فلن ينسى رئيس الفقراء تعوذة مسائية من أشباح الظلام وشياطين الفساد وسيظل رئيسا الفقراء.