تأملات حول البكاء ...

أربعاء, 2017-01-11 15:30
بقلم / محمد شاكر ولد نناه

تعددت الاسباب و الدمع واحد ، البكاء تعبير فيسيولوجي غالبا لا ارادي، نتيجة استجابة لعملية استقلاب اسبابها مختلفة تمر عبر شبكة من الوسائط العصبية ، تترجم بانحدار ماء من العيون ذي خصائص كيميائية محددة تكوينا ولونا وطعما ورائحة. 
ولكن اسبابه الخارجية تختلف بدلالة حالة الباكي نفسيا وعضويا كما يمكن ان يكون عن الم نفسي وعضوي لغرض مقصود او ظرف خارج عن ارادة الشخص. ... فهو كالكثير من الظواهر قد يكون زائفا وقد يكون حقيقيا فلك ان تشاهد الفارق واضحا بين بكاء امرئ القيس من ذكرى حبيب ومنزل وبين بكاء صاحبه لما رأى الدرب دونه وايقن باللحاق بقيصر. 
 كما لك ان تلاحظ الفارق بين ما نسميه دموع الفاجرات الناتجة عن لبهر او لعبر وتلك الدموع المنهمرة اثر تقطيع البصل. ..وغير بعيد عن الاختلاف في المنشا بكاء المهلهل والخنساء وهما يخسران كليبا و صخرا و بكاء رونالدو ومارادونا وهما يخسران كاس امم اروبا وكاس العالم. ....وبكاء فتاة عمورية مستنجدة بالمعتصم وبكاء برلمانية تستشرف آفاقا اوسع للترقية على حد تفسير بعض المحللين. يبقى ابو العلاء المعري رهين المحبسين اصدق تعبيرا حين يقول 
وشبيه صوت النعي اذا قيـ .....س بصوت البشير في كل ناد 
ابكت تلكم الحمامة ام غن.....نت على فرع غصنها المياد 
 فعلا بكاء الحمامة ام هديلها وصوت النعي والمبشر بالوليد امران لا يختلفان كثيرا في الواقع. .الذي يشهد له تعاقب موكبين على جنبات الطريق الرابط بين عرفات والرياض احدهما في هذا الجانب لتشييع جنازة وفي الجانب الاخر تشييع عروس. ......

سيلبابي. .... جنح الليل...... ....... اضحكنا الله واياكم حد البكاء

محمد شاكر ولد نناه