اختار البرلمان الصومالي الجديد محمد عثمان جواري رئيساً له، وسط إجراءات أمنية مشددة شهدتها مقديشو اليوم الأربعاء 11 01 2017، وذلك في انتخابات خاض فيها 4 مرشحين لرئاسة البرلمان في عملية اقتراع سرية جرت بمقر مجلس الشعب الصومالي بالعاصمة.
وقد فاز جواري وهو رئيس البرلمان السابق على أقرب منافس له، وهو وزير الدولة في وزارة الداخلية عبد الرشيد محم حدغ، حيث حصل جواري على 141 صوتاً مقابل 97 حصل عليها منافسه، وذلك خلال جلسة حضرها 259 نائباً من أصل 275 نائباً يتألف منه البرلمان الصومالي.
وتعهد رئيس البرلمان الجديد، وهو عاشر برلمان للصومال، بالعمل مع الهيئات الحكومية بالمساواة، واصفاً فوزه بأنه بمثابة انتصار للشعب الصومالي وممثليه في البرلمان وليس لشخص واحد.
من هو عثمان جواري؟
محمد عثمان جواري هو من مواليد مدينة أفغوي الزراعية 30 كلم جنوب مقديشو في العام 1945.
حصل على شهادة في الشريعة الإسلامية عام 1964، كما تخرج من معهد المعلمين في عام 1967، وتخرج من كلية القانون من جامعة الأمة الصومالية 1982.
عمل موظفاً في منظمة اليونسكو 1962، كما شغل منصب وزير العمل في حكومة محمد سياد بري منذ عام 1971 وحتى انهيار الصومال بداية تسعينيات القرن الماضي.
وبعد الحروب الأهلية التي اندلعت في البلاد عام 1991، كان جواري ضمن المثقفين الذين هاجروا البلاد، حيث لجأ إلى النرويج التي يحمل جنسيتها.
ومنذ عام 2008 وحتى العام الماضي عمل مستشاراً في مكتب الأمم المتحدة الخاص بالصومال، وترأس لجنة الخبراء التي أشرفت على الدستور الصومالي غير المكمل.
وفي عام 2012 اختير جواري رئيساً للبرلمان الصومالي التاسع الذي ترأسه خلال الأعوام الأربعة الماضية.
لكن فوز محمد عثمان جواري لن يكون في صالح مرشح الرئاسة القوي رئيس ولاية جنوب غرب الصومال شريف حسن شيخ آدم، إذ ينتمي الرجلان إلى قبيلة دغل ومفرفلي المتمركزة في جنوب وجنوب غرب البلاد، ولا تسمح المحاصصة القبلية التي على أساسها يتقاسم الزعماء الصوماليون المناصب العليا في البلاد بشغل رجلين من قبيلة واحدة منصبين رئيسيين في الدولة، ما قد يصب في صالح المرشحين الآخرين كالرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ محمود شيخ ورئيس وزرائه عمر عبد الرشيد شرماركي.
ويصف المراقبون جواري برجل هادئ تكللت فترة رئاسته للبرلمان الصومالي بالنجاح، وحاول تحييد البرلمان رغم الخلافات السياسية التي أطاحت برئيسي وزراء.