منذ اندلاع الثورة،يسعى رئيس النظام السوري بشار الأسد، للظهور أمام الكاميرات والتقاط الصور مع جنوده على جبهات عسكرية مختلفة، للإيحاء بأنه لايزال قادرا على التنقل في البلاد حتى في الأمكنة التي تشهد أعمالاً عسكرية، يتم التقاط صورة محددة مع أحد جنوده، ثم ترويجها على وسائل إعلامه لمنح جرعة دعم لأنصاره الذين لم يعودوا يرونه إلا في حوارات صحافية يعدّ لها بعناية أمنية فائقة وتحضيرات غاية في التعقيد.
ويشار إلى أن رئيس النظام السوري التقط صوراً تم ترويجها في وسائل إعلامه، مع ثلاثة من عناصره، قُتلوا جميعاً في ما بعد، في عمليات منفصلة بدأ أولها مع النقيب عبد الزين صقر، ثم العقيد نعيم أحمد، ثم العضو في الدفاع الوطني هيثم إسماعيل، والذي استعمله الأسد لترويج فكرة القتال لصالحه حتى بين كبار السن، لأن الأسد سأله في الفيديو الذي لايزال مرفوعاً على يوتيوب عن عمره، فيجيب: "56" عاماً.
النقيب عبد الزين صقر ظهر مع الأسد نهاية عام 2014 وقتل عام 2015
النقيب عبد الزين صقر قتِل بعد 5 أشهر من صورته مع الأسد
التقط بشار الأسد صوراً مع النقيب عبد الزين أديب صقر، لدى زيارته منطقة "جوبر" على أطراف العاصمة السورية دمشق، وذلك بتاريخ ليلة رأس السنة لعام 2014-2015 وقالت المعارضة السورية إن الزيارة لم تكن أصلا إلى جوبر، بل إلى منطقة الزبلطاني، إلا أن الأسد تعمّد إمرار خبر زيارته جوبر، لمنح انطباع مزيّف لجنوده بأنه قادر على زيارة مناطق القتال. وبعدما تم ترويج صورة الأسد مع النقيب صقر وهو ينصت إلى حديث يجريه الأسد معه، تم الإعلان عن مقتله على يد المعارضة السورية، بتاريخ 25 مايو 2015، أي بعد قرابة 5 أشهر من ظهوره مع الأسد بصورة. والنقيب صقر ينحدر من قرية "زاما" الواقعة أقصى شرق مدينة "جبلة" اللاذقانية التي تعدّ خزاناً بشرياً يرفد جيش الأسد بالجنود.
العقيد في الحرس الجمهوري نعيم أحمد قتل بعد ظهوره مع الأسد بعشرة أشهر
العقيد في الحرس الجمهوري نعيم أحمد قتل بعد 10 أشهر من ظهوره مع الأسد
إلى ذلك فإن العقيد الركن المظلي في حرس الأسد الجمهوري نعيم علي أحمد، سبق له الظهور مع الأسد مابين عامي 2014 و2015 في صور وفيديو انتشر على نطاق واسع، في الزيارة التي قيل إنها لمنطقة "جوبر" على أطراف العاصمة السورية دمشق. ونالت صورته مع الأسد شهرة أوصلت أهل قريته "عين دليمة" التابعة لمحافظة طرطوس الساحلية السورية، لأن يضعوها شعاراً له في القرية. ثم أعلن عن مقتل هذا العقيد على يد المعارضة السورية، بتاريخ 19 أكتوبر عام 2016 أي بعد قرابة 10 أشهر على ظهوره مع الأسد في صور وفيديو.
ويذكر أن مقتل العقيد نعيم ترك صدمة لدى أنصار الأسد ومؤسساته الأمنية والعسكرية، نظراً لأهميته لدى النظام السوري، فأقيم له حفل تأبين في مدينته طرطوس بمناسبة مرور أربعين يوما على مقتله، حضره ممثلون من السفارة الإيرانية وقادة أفرع أمنية تابعة للأسد.
العنصر السابق في الاستخبارات هيثم اسماعيل ظهر مع الأسد عام 2016 وقتل عام 2017
هيثم إسماعيل عنصر سابق في الاستخبارات سأله الأسد عن عمره وقتل بعدها بـ 6 أشهر
أما الشخصية الثالثة التي التقط الأسد معها صوراً وظهر معها في فيديو انتشر على وسائل إعلامه، فهي تعود إلى العنصر في الدفاع الوطني هيثم إسماعيل الذي سبق له الظهور مع الأسد بتاريخ 26-6- 2016 بمنطقة مرج السلطان في غوطة دمشق الشرقية، عبر صور وفيديو يحادثه فيه الأسد عدة دقائق ويسأله فيها عن عمره وعدد أولاده. ويتبين من إجاباته أنه كان صف ضابط في شعبة الاستخبارات العسكرية، وسرّح منها بتاريخ 2002. ثم أعلن عن مقتله بتاريخ 12 من الجاري في التفجير الذي ضرب منطقة كفرسوسة بدمشق، أي بعد صوره مع الأسد بحوالي ستة أشهر. وكانت صورته مع الأسد شعاراً لعدة صفحات فيسبوكية موالية.