( خاص / موريتايا اليوم ) تكثف طواقم عمال شركة "النجاح" للأشغال العامة، منذ عدة أيام، أشغال تأهيل مساحات المنطقة الشمالية من أرض مطار نواكشوط القديم؛ والتي آلت ملكيتها للشركة بموجب صفقة بناء مطار نواكشوط الدولي ـ أم التونسي الجديد.
غير أن عمليات تأهيل أرض المطار القديم أثارت ـ فيما يبدو ـ جدلا جديدا داخل أوساط الرأي العام في نواكشوط، ومخاوف لدى سكان منطقة الحي الساكن المحاذية.. فبعد أن شكل تجريف حائط المطار القديم من الجهة الشمالية الغربية، وبطول نحو نصف كيلومتر، معبرا سلسا لمجموعات الأطفال المشردين وأولئك الباحثين عن أي فرصة للترفيه وشغل أوقات فراغهم؛ ما جعلهم يكتشفون بركة ظلت مجهولة المكان ومأمونة الضرر على مدى سنوات طوال بفضل الحائط الذي تم هدمه؛ ما دفع أطفال الحي الشعبي المتاخم للمنطقة قيد التأهيل إلى الاندفاع نحو البركة والغطس فيها لممارسة هواية السباحة؛ وهو ما تسبب في وفاة أحدهم غرقا.. بدأ الهلع يسيطر على تلك الطواقم العمالية بفعل خروج العشرات من الثعابين السامة من أوكارها ومخابئها جراء عمليات تجريف وتسوية أماكن جحورها.
غير أن سلبيات وأضرار عمليات تأهيل أرض المطار القديم لم تتوقف عند هذا الحد؛ إذ تعالت أصوات داخل أوساط المهتمين بالشأن المعماري والحضري في العاصمة، وكذا بين أصحاب السيارات وممارسي رياضة المشي من السكان.. ففي حين يعتبر عدد من المراقبين أن إزاحة جدار المطار القديم حولت رصيف شارع القوات المسلحة؛ الذي أنفقت الدولة مئات الملايين من الأوقية على إنجازه، بما في ذلك الأشجار التي تزينه؛ إلى حاجز يمنع من الولوج إلى منطقة التأهيل، ما دفع الشركة إلى فتح معابر من خلال هدم مقاطع من الرصيف..
ويؤكد سكان الأحياء المحيطة بالمنطقة أن عمليات التأهيل ولدت تصعيدا لافتا في عمليات السطو والجرائم الليلية؛ حيث كان حائط المطار يوحي بأن المنطقة آمنة؛ خوصا من ناحيتها الشمالية التي كانت تضم مقر سلاح الجو الوطني، ولما تكشفت تبين أنها باتت أرضا "سائبة"، وهو ما جعل العبور منها إلى أي حي سكني مجاور أمرا متاحا أثناء الليل؛ علما بأن الحائط ما يزال قائما من جهة الشمال بحيث يشكل حاجزا يتيح للصوص التحرك بعيدا عن الأنظار..