تشهد مناطق مختلفة من شمال موريتانيا انخفاضا غير مسبوق في درجات الحرارة هذه الأيام؛ ما ولد مخاوف لدى السكان من احتمال انتشار بعض الأمراض التي تنجم عن نزلات البرد في مناطق ريفية شاسعة لا تتوفر على أي خدمات طبية قاعدية لمواجهة مثل تلك الحالات الطارئة.
ورغم توفر مدينتي نواذيبو والزويرات على البنية التحتية والمنشآت الضرورية لتوفير الخدمات الطبية عند الاقتضاء؛ إلا أن الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة، وخاصة خلال سعات المساء والليل، تسبب في انتشار حالات الزكام وغيره من أمراض الشتاء الفيروسية التي تمتاز بكونها معدية وبالتالي سريعة الانتشار.
أما في بقية البلدات والقرى مثل بير أم اكرين، واتميميشات وإينال...إلخ، وكذا باقي المناطق الريفية مترامية الأطراف بأقصى الشمال الشرقي لولاية آدرار؛ فإن الوضع بات مقلقا حيث بدأت البرودة الشديدة تخلف ضحايا في صفوف السكان.
ويرجع العديد من العارفين بأمور الطقس في المنطقة هذه الظاهرة الجديدة إلى التغيرات المناخية التي انعكست في تساقط أمطار ثلجية وعواصف من الجليد على عدة مناطق من المغرب والجزائر؛ بحيث قاربت درجات الحرارة 8 درجات في بعض الجهات بالأقاليم الصحراوية المتاخمة لموريتانيا؛ وخاصة مدينة الداخلة؛ فيما تتوقع هيئات الأرصاد الجزية في بعض دول المنطقة استمرار هبوط درجات الحرارة خلال الأسابيع المقبلة؛ محذرة من تأثيرات سلبية جدا قد تنجم عن ذلك بالنسبة لصحة السكان ومواشيهم.