ذكرت منظمة أوكسفام البريطانية أن أغنى ثمانية أشخاص في العالم يملكون ثروة تضاهي ما يملكه 3.6 مليار شخص، ممن يشكلون نصف أفقر سكان الأرض.
وقالت المنظمة إن أرقامها، التي أثارت شكوك النقاد، تستند على بياناتٍ منقحةٍ، فيما وصفت الفجوة بين الأغنياء والفقراء بأنها "أكبر بكثير مما كان متوقعا".
ويتزامن تقرير المنظمة مع انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وفي معرض التعليق على التقرير، قال مارك ليتلوود، من معهد الشؤون الاقتصادية في بريطانيا، إنه يتوجب على أوكسفام التركيز على وسائل دعم النمو الاقتصادي.
وأضاف مدير المعهد البحثي، المعني بشؤون السوق الحرة، أنه "كمؤسسة تعنى بمكافحة الفقر، تبدو أوكسفام منشغلة على نحو غريب بالأغنياء."
وأضاف أنه بالنسبة للمهتمين بـ "استئصال الفقر تماما"، فإن التركيز يجب أن ينصب على الإجراءات التي تُشجع النمو الاقتصادي.
وقال بن ساوثوود، مدير وحدة الأبحاث في معهد آدم سميث، من ناحيته، إن الذي يهُم هو رفاهية فقراء العالم التي تشهد تحسنا كل عام وليس ثروة أغنى الأغنياء.
وأضاف: "تضللنا كل عام إحصائيات أوسكفام بشأن الثروة. فالبيانات صحيحة، إذ أنها مستقاة من بنك كريدي سويس السويسري، لكن تفسيرها ليس جيدا."
"تجمع النخبة"
ويجتذب المنتدى السنوي في دافوس، وهو منتجع تزلج سويسري، الكثير من كبار السياسيين وقادة الأعمال في العالم.
وقالت كاتي رايت، رئيسة الشؤون العالمية في أوكسفام، إن التقرير يساعد المنظمة الخيرية في "تحدي النخب السياسية والاقتصادية."
وأضافت أنه "لا تسارونا الأوهام في أن دافوس ليس إلا منتدى لكلام للنخبة في العالم، لكننا نحاول استغلال هذا الحدث."
وقال الخبير الاقتصادي البريطاني، جيرارد ليونز، إن التركيز على الثراء الفاحش "لا يظهر الصورة كاملة،" ويجب أن ينصب التركيز على "التأكد من أن التوسع الاقتصادي الأعم".
إلا أن ليونز أقر بأن أوكسفام كانت صائبة في تحديد شركات، يُعتقد أنها تغذي عدم المساواة من خلال نشاطات تجارية، تركز على إعطاء العائدت الأعلى على الإطلاق لأصحاب الشركات الأثرياء وكبار المسؤولين التنفيذيين."
قائمة أثرياء العالم
"حصص عادلة"
وقالت رايت إن عدم المساواة الاقتصادية تؤجج الاستقطاب السياسي، مشيرة إلى انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وتصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي كأمثلة على ذلك.
وأضافت: "الجماهير غاضبة وتطالب ببدائل. هم يشعرون بالتجاهل، لأنه مهما كان العمل الجاد الذي أنجزوه لا يمكنهم المساهمة في النمو الاقتصادي ببلادهم."
ودعت أوكسفام إلى الاتجاه لـ "مزيد من الاقتصادي الإنساني"، وحثت الحكومات على اتخاذ إجراءات صارمة ضد أجور المسؤولين التنفيذيين، والتهرب الضريبي، وفرض ضرائب أعلى على الأغنياء.
كانت أوكسفام قد أعدت تقارير مشابهة على مدى السنوات الأربع الماضية. وفي عام 2016، قالت إن أغنى 62 شخصا في العالم يمتلكون ثروة تعادل ما يملكه نصف أفقر سكان العالم.
غير أن الرقم تضاءل هذا العالم ليصل إلى ثمانية أشخاص فقط نظرا لتوافر بيانات أكثر دقة، بحسب أوكسفام.
وتقول المنظمة إن الوضع لا يزال على حاله، وهو أن ثروة واحد في المئة من أغنياء العالم تعادل ثروة بقية العالم مجتمعة.
وتبرع عدد من هؤلاء الأثرياء بعشرات الملايين من ثرواتهم. وفي عام 2000، أنشأ بيل غيتس وزوجته مليندا مؤسسة خاصة تجاوزت هباتها الوقفية 44 مليار دولار.
وفي عام 2015، تعهد مارك زوكربيرغ وزوجته بريسيلا تشان بالتبرع على مدى حياتهما بـ 99 في المئة من ثروتيهما، البالغة نحو 45 مليار دولار، طبقا لقيمة أسهميهما في موقع فيسبوك في ذلك الوقت.