"ما فاز إلا النوّمُ"، عبارة انطبقت بالكل على "ديفيد رايس أتشيسون"، الذي يجهله الكثيرون في العالم. في قصة هذا الرجل العجب العجاب، حيث أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية ليوم واحد فقط، لكنه قضى معظمه نائما دون علمه، وذلك في (4 مارس/آذار 1849).
في ذلك اليوم انتهت ولاية الرئيس "جيمس بولك" في الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم 4 مارس/آذار 1849، ويوم الأحد كما هو معروف "عطلة رسمية" في الولايات المتحدة الأميركية. إلا أن ما حدث أن خليفة "بولك"، زاكاري تايلور، الرئيس الثاني عشر للولايات المتحدة، رفض أن يحلف اليمين الدستورية في المكتب يوم الأحد.
وكانت مدة حكم الرئيس الذي يسبقه "جيمس بولك"، قد انتهت في الثانية عشرة ظهر يوم 4 مارس/آذار، في حين قدم نائب الرئيس (جورج م دالاس في ذلك الوقت) استقالته فعلياً كرئيس لمجلس الشيوخ يوم الجمعة 2 مارس.
فأصبح "أتشيسون"، الرئيس المؤقت، وبالتالي نائب الرئيس بالوكالة، وفقا لقانون الخلافة الرئاسية في المكان في ذلك الوقت كما يزعم مؤيدوه.
ومما قرأت عنه "العربية نت"، رغم أنه ليس له ترتيب بين رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، أن الرئيس النائم تحدث في مقابلة مع صحيفة "سانت لويس غلوب" الديمقراطية، عما فعله ذلك اليوم، وكشف أتشيسون أنه نام معظم ساعات النهار من رئاسته المزعومة، وذلك بعد أن قضى بضعة أيام متعبة في مجلس الشيوخ لإنهاء أعمال المجلس، فخلد يوم الأحد المذكور إلى الراحة والنوم.
رئيس مؤيد للعبودية والحزب الديمقراطي ولد ديفيد في 11 أغسطس/آب 1807 وتوفي عام في 26 ديسمبر/كانون الثاني 1886 في فروغ تاون سميت، والتي أطلق عليها لاحقا "كيرك ليفينغتون" وهي الآن جزء من ولاية كنتاكي. وتلقى تعليمه في جامعة ترانسيلفانيا في لكسينغتون. وتسلم منصب عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ميسوري، وشغل منصب الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ في الولايات المتحدة لمدة 6 سنوات، حيث انتخبه زملاؤه "13" مرة.
كان أتشيسون يملك العديد من العبيد والمزارع، ومن أحد أبرز الناشطين المؤيدين للعبودية، وضالعاً بشكل كبير في أحداث العنف التي ثارت من أجل إلغاء عقوبة الإعدام وغيرها من الحركات المؤيدة للحرية من خلال أحداث (نزيف كانساس). وحسب المرسوم الأميركي، يغادر نائب الرئيس، مجلس الشيوخ في الأيام الأخيرة من الدورة السنوية بحيث يتيح المجال لمجلس الشيوخ لانتخاب موظف دستوري لمنع الفراغ الدستوري في حالات مفاجئة قد تحدث وفقا لذلك، انتخب مجلس الشيوخ حسب الأصول أتشيسون يوم 2 مارس/آذار 1849.
لهذا يزعم مؤيدوه أن انتهاء مدة الرئيس، ونائب الرئيس ظهر يوم 4 مارس/آذار، جعل أتشيسون يتولى هذا المنصب تلقائياً. وكتب على ضريح اتشيسون: ديفيد رايس اتشيسون - رئيس الولايات المتحدة الأميركية ليوم واحد، مؤيد للرق، مؤيد للحزب الديمقراطي، وداعم للكونفدرالية خلال فترة الحرب الأهلية، له مدينة باسمه وهي اتشيسون في كانساس. لكن، ما الذي يتعين عمله في حال وقع تاريخ التنصيب في يوم أحد، يوم الراحة التقليدي؟.
استشار الرئيس جيمس مونرو المحكمة العليا وأدى اليمين في اليوم التالي، يوم الاثنين 5 آذار/مارس1821، وعام 1849، فعل الرئيس زاكاري تايلور نفس الشيء.
لذا، كان من الصعب نقل صلاحيات الرئيس المنتخب لـ "اتشيسون" كما يزعم الكثير من مؤيديه، وفقاً للدستور الأميركي.