مكفولة بنت إبراهيم رحلة نضال ثقافي/محمد عالي الهاشمي

أحد, 2017-01-22 15:53

مكفولة منت إبراهيم أخرجت إبنها من المدارس الفرنسية بناء على فتوى تحرم الدراسة في تلك المدارس  وهاجرت به في رحلة استمرت أكثر من سنتين .

عندما دخل المستعمر الفرنسي موريتانيا و بدأت المقاومة ضده أصدر بعض العلماء فتوى بتحريم الدراسة في المدارس الفرنسية كنوع من المقاومة الثقافية. 

دفعت مكفولة كل ما لديها من أموال لإخراج إبنها من المدرسة لكنهم في كل مرة تماطلها إدارة المدرسة  ثم بعد ذلك يقولون لها :  الولد ذكي ولا يمكن إخراجه !لما يئست من ذلك هاجرت به ليلا  من تلك المنطقة الواقعة شرق كيفة بولاية لعصابة وسط موريتانيا وهي تحمل معه أخا له ما زال رضيعا و أممت وجهها شطر محظرة ابن العم ،علامة اركيبة عبد الرحمن ولد سيدى عالي الملقب ديمان دون أن تعرفهم بنفسها و أمضت فترة هناك حتى عرفوها فهربت نحو محظرة أهل أبو المعالي في منطقة مكطع لحجار و مكثت هناك فترة حتى تأكدت أن الفرنسيين يئسوا من عودة الولد للدراسة ' بعد أن استعملوا كل وسائل الضغط حيث سجنوا زوجها مع مجموعة من أقاربها كوسيلة ضغط - عادت بعد رحلة شاقة استمرت أكثر من سنتين واجهت فيها الكثير من الصعاب المادية و المعنوية ، جعل الله ذلك في ميزان حسناتها .

قيل لها  في فترة أخيرة :  لو تركتيه في المدرسة لكان الآن وزيرا أو مسؤولا كبيرا في الدولة بعد الاستقلال ، فقالت الحمد لله أنه ليس وزيرا و لا مسؤولا تتعلق به حقوق الناس ، فهو الآن حافظ لكتاب الله  و " محنية أيدو " ويعرف أحكام دينه و لديه تجارته التي تغنيه وتغني أولاده عن السؤال ، ما فائده أن يكون مسؤول "اعدل هم الناس و يخسر آخرته ؟" . 

رحم الله تعالى جدتي مكفولة بنت ابراهيم و أسكنها فسيح جناته و جزاها خير الجزاء عنا وعن أولادها وأطال في عمرهم هم و بارك فيهم . 

ملاحظة : ما نتكلم هنا عنه هو في فترة احتلال عسكري ومحاولة غزو ثقافي و بطبيعة الحال أي فعل يطلبه منك المحتل عليك أن تفعل عكسه .

إضافة لذلك الفرنسيون كانوا يريدون خلق جيل فرانكفوني يحافظ لهم على مصالحهم في حالة خروج جيش الاحتلال.