إن الراصد والمتابع لتصريحات حكومة مالي بعد الهزيمة الأخيرة في كيدال على أيدي جنود جيش الحركة الوطنية لتحرير أزواد وأخواتها وبالأخص تصريحات وزير الدفاع المستقيل، حينما قال إن قوات جيشه مازالت في منكا وغيرها وأن هناك ثمة تعايش بين قوات جيشه وقوات الحركات الثلاث خاصة إذا ما علمنا أن قوات الحركات الثلاث أصبحت تتقدم سلميا نحو ما تبقى من مدن ومناطق أزواد؛ من تابع تلك التصريحات بتمعن يدرك مغزى التعايش الذي تحدث عنه الوزير وأن مالي قد رضخت أخيرا للأمر الواقع في أزواد وأنه ليس ثمة شيء قد يحفظ لها ماء وجهها الذي أريق على جنبات كيدال ومنكا وغيرهما سوى ما أقنعها به الزعيم والقائد الموريتاني ولد عبد العزيز، هو العودة الى اتفاق وغاودوغو، نصا وروحا، وأن مرحلة التعالي والغرور والغطرسة قد ولت واضمحلت إلى غير رجعة، وأن الدعم الدولي لن يستمر لمالي إلى مالا نهاية. حكومة مالي بعد وساطة ولد عبدالعزيز وطوق النجاة الذي أنقذها به، أصبحت تدرك يقينا أن الحقوق التي كانت تهضمها وتماطل بها سابقا، لن يكون بمقدورها أن تماطل بها مجددا، وأن كل تأخير في أداء استحقاقاتها والوفاء بها سيكون وبالا عليها من الناحية السياسية وسيترجم فورا على شكل خسائر ميدانية على الأرض. على مالي أن تكثر من الشكر الجزيل لولد عبد العزيز بعد الشكر لله تعالى، فلولا ذلك الطوق لغرقت مالي في جحيم وطوفان من الفوضى ولكانت الانقلابات والاغتيالات بديلا حتميا للاستقالات. عبد الرحمن عمر عضو المجلس الانتقالي الأزوادي مكلف برئاسة الطيران المدني الأزوادي