يحفظ التاريخ للشخصية الوطنية البارزة سيد المختار ولد يحي أنجاي رحمة الله عليه أنه أول رئيس للبرلمان الموريتاني ، فعلى الرغم من انه كان الشخصية الأولى التي تحظى بالإجماع الوطنى عاش عزلة سياسية في بلده لم يسبق لها مثيل فلم يحظى بالحضور السياسى والإعلامي الذي منح لآخرين أقل شأنا آنذاك.
فهوأول شخصية منتخبة بارزة تستقيل احتجاجا على مبادرة أعوان المستعمر وأصدقاؤه في تغيير الدستور الموريتانى آنذاك ، حيث ضحى بوظيفته كرئيس للجمعية الوطنية سنة 1961، معللا تلك الاستقالة، بأنه لا يريد المشاركة في هذا الفعل الذي يحقق للمستعمر أطماعه في البلد .
انضم سيدي المختار ولد يحيى انجاي إلى الاتحاد التقدمي الموريتاني (UPM) المتأسس سنة 1947، والذي جمع في عضويته غالبية الزعماء التقليديين وشيوخ القبائل ومسؤولي الإدارة الفرنسية، وقد أشرفت الإدارة الفرنسية على تأسيسه لمواجهة الزعيم أحمدو ولد حرمة ولد ببانه رحمة الله على روحه الطيبة النائب البرلماني وممثل موريتانيا في الجمعية الوطنية الفرنسية الذي كان قد أنشأ حزبه حزب الوئام (Parti de l’Entente)
فاز سيدي المختار على خصمه السياسي ولد حرمه مرتين، وكان قد تم في 17 حزيران 1951 في مؤتمر كيفه الشهير ترشيحه لمقعد نائب موريتانيا في الجمعية الوطنية الفرنسية حيث كان محط اتفاق جميع جهات موريتانيا التي كانت ممثلة في ذلك المؤتمر وقد أعيد انتخاب مرة ثانية في يناير 1956.
تقلد ولد يحي انجاي مناصب رفيعة قبل استقلال الدولة وبعدها من بينها:
مستشار موريتانيا في المجلس العمومي لغرب إفريقيا 1952 ـ 1957
رئيس الجمعية الإقليمية الموريتانية 1952 ــ 1958
رئيس الجمعية الوطنية 1958 ـ 1961
عمدة روصو 1963 ـ 1968
رئيس الغرفة التجارية 1968 ـ 1973
كان رحمه الله مثقفا كبيرا ووطنيا حكيما.
توفي ولد يحيى أنجاي رحمه الله سنة 1997 في السنغال ولم يلقى إلى حد اليوم التكريم الذي يستحق على أمته التى أفنى حياته في خدمتها.