ظل سكان الأحياء المتاخمة لمطار نواكشوط القديم؛ خاصة في منطقتي "الحي الساكن" شمالا، و "دار النعيم 18" شرقا، يتهيبون الاقتراب من محيط المدرج السابق نظرا لتعودهم على كون المكان منطقة عسكرية ممنوعة على المارة؛ وكذا لبقاء السور على حاله بعد رحيل المطار إلى موقعه الجديد شمال غربي نواكشوط.
غير أن شروع شركة "النجاح" للأشغال الكبرى، التي آلت لها منطقة المطار القديم على أساس صفقة تتولى الشركة بمقتضاها بناء مطار دولي جديد مقابل منحها الجزء الأكبر من أرض المطار القديم، ومساحات أرضية أخرى في العاصمة ، في استصلاح أرضها الجديدة وإزالة جزء من سور المطار من الناحية الغربية والشرقية، فتح الطريق أمام السيارات والراجلين لاختزال الطريق بين مقاطعتي دار النعيم و تيارت فيما بقي الجزء الشمالي من حائط المطار قائما، بحيث شكل حاجزا بين منطقة الحي الساكن وأرضية المطار قيد الاستصلاح.
هذا الوضع الجديد خلق ظروفا مواتية لمحترفي الحرابة وقطع الطريق الذين كانت عصاباتهم تنشط في محيط المنطقة داخل الأحياء السكنية وفي الطرقات الضيقة ليلا.. لكن نشاط تلك العصابات تركز ـ خلال الأيام (الليالي تحديدا) الأخيرة، حيث بات من النادر جدا أن يسلم أي شخص يغامر بأن يسلك "الطريق السريع" الجديد من عملية سلب تحت تهديد السلاح الأبيض بعيدا عن أنظار الدوريات الأمنية التي تجوب المدينة على مدى ساعات الليل؛ لأن تلك الدوريات لا تمر عادة عبر منطقة المطار المفتوحة حديثا، كما أن تلك العمليات الإجرامية تتم بعيدا نسبيا عن طريق السيارات وقرب الحاجز المتبقي من حائط المطار القديم، والذي يشكل "غطاء" يتمترس خلفه اللصوص أثناء القيام بعملياتهم في مأمن من أي إزعاج.
وضعية ولدت حالة من الذعر في أوساط السكان لتناف إلى جو انعدام الأمن الذي كان سائدا من قبل بفعل تنامي ظاهرة السرقة والسطو والحرابة.
يذكر أنه لا وجود لأية حراسة في منطقة المطار القديم باستثناء خيمة حارس أعزل نصبت في أقصى الركن الشمالي الغربي من "مطار الصحراوي" كما بات يسمى شعبيا.