ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 31 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﺎﺩﻳﺎ، ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﻮﺩﺓ . ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺗﻮﻗﻌﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺮﺓ ﻟﺪﻱَّ ﺍﻵﻥ، ﻭﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺫﻟﻚ،ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺎ ﺑﺎﺕ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﺑﻤﺴﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ .ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰﻟﻴﺲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺃﻱ ﻧﺎﻃﻖ ﺭﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻤﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﻱ ﻗﺎﺋﺪ ﺃﻭ ﺯﻋﻴﻢ، ﻭﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺬﻝ، ﻭﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺿﻤﺎﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ .ﺇﻥ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻫﻮ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻣﺨﺘﻠﻂ، ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ، ﻭﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﺏ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻟﻪ ﺁﺭﺍﺀ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻔﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺟﻨﺎﺑﻪ، ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻗﻮﺓ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ .ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻈﺎﻫﺮ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻧﺎﻃﻖ ﺭﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﻃﺎﻋﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﺃﻭ ﻓﺘﻰ ﻳﺎﻓﻌﺎ، ﺭﺟﻼ ﺃﻭ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺃﻭ ﺣﻘﻮﻗﻴﺎ، ﻣﺘﺼﻮﻓﺎ ﺃﻭ ﺳﻠﻔﻴﺎ، ﺇﺧﻮﺍﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﺒﻠﻴﻐﻴﺎ، ﻣﻮﺍﻟﻴﺎ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺭﺿﺎ . ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ، ﻻ ﺗﺨﺪﻡ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ، ﻓﻤﺪﺡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻘﺪﻫﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ، ﺃﻭ ﺭﺃﻱ ﻃﺎﺋﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ﺃﻭ ﺣﺰﺑﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺒﺮ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ . ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺧﻴﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺸﺎﺭﺑﻬﻢ ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ ـ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻖ ـ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺭﺃﻳﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ .ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺃﻥ ﻧﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀﺍﺕ ﻭﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﺪﺡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻤﺎ ﻧﺸﺎﺀ، ﻭﺃﻥ ﻧﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻣﺪﺣﻪ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﻘﺪﻩ ﺑﻤﺎ ﻧﺸﺎﺀ، ﻭﺃﻥ ﻧﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻧﻘﺪﻩ، ﺃﻣﺎ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺍﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ .ﺇﻥ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﺠﺎﺫﺑﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺂﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔﻻ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺂﺭﺏ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ، ﻭﻻ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻛﻪ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻻ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺧﻼﻑ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻫﻲ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﺤﺮﺍﻛﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺿﺪ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻭﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻟﻠﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﺪﻻﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ، ﻭﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ، ﻭﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ . ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﻧﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺤﺮﻓﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻩ ( ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻳﺤﻈﻴﻪ ﻭﻟﺪ ﺩﺍﻫﻲ ) ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ، ﻭﺃﺑﻌﺪﺗﻬﻢ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻦ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ .ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔﺇﻥ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻗﺪ ﺍﻧﻄﻠﻖ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺇﻳﻘﺎﻓﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ، ﻭﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻤﻪ . ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﺧﺺ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ 31 ﻳﻨﺎﻳﺮ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﻮﻗﻒ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﻳﺔ ﻟﻬﺎ . ﺇﻥ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺺ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﻟﻦ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺺ ﻻ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻌﻪ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺑﻠﻮﺍ ﺑﻼﺀً ﺣﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ 31 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻭﻣﺆﻛﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﺭﺧﺼﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﺃﻡ ﻟﻢ ﺗﺮﺧﺺ ﻟﻪ، ﻭﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ 20 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺣﻴﺚ ﻏﺎﺏ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺤﺎﺳﻢ، ﻭﺣﻴﺚ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ 20 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺮﺧﺼﺔ . ﺇﻥ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ 31 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﺘﺒﻮﺀ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻱ ﺣﺮﺍﻙ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻓﻊ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻭﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺣﺸﻮﺩﺍ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ، ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻋﺎﻳﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻷﻧﺸﻄﺘﻪ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺄﻥ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺘﻴﻦ ﺗﺠﺪﺍﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻣﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺠﻤﻌﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ .ﺇﻥ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ، ﻭﺑﺤﺠﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ، ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺎﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻴﺆﻛﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﻬﻢ ﺫﻟﻚ .
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ.