.1 ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮَّﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺮِّ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﻨﻊ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻪ .. ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻘُﻮﺍ ...
2 ﻭﺭﺩﺕ ﺁﻳﺔ " ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ " ﺑﺼﻴﻐﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻢ ﺻﻴﻎ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻜﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ .. ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺷﻤﻮﻟﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ : ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﺍ، ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ...
3 ﻋﺠﺒﺎً ﻣﻤﻦ ﻳﺴﺄﻟﻨﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺁﺣﺎﺩ - ﻣﻄﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻨﺪﻩ ﻭﻣﻠﺘﺒﺲ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ :- ( ﻣﻦ ﺑﺪَّﻝ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻩ ) - ﻭﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻫﻮ ﺑﺂﻳﺔ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ : ( ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ) ؟.
4 ﺍﻟﻘﻄﻌﻲ ( ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ) ﻣﻘﺪَّﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻨﻲ ( ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻵﺣﺎﺩ ) ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻭﺍﺟﺐ، ﻭﺃﻱ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺕ ﺃﻭ ﺣﻴﺎﺓ؟.
5 ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀً ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀً ﺗﻜﻠﻒ ﻭﺗﻨﺎﻗﺾ . ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﺄﻋﻢ ﺻﻴﻎ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ( ﺍﻟﻨﻜﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ) ..
6 ﺍﺳﺘﻔﺖ ﻗﻠﺒﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﺃﻱ ﺍﻟﻜﺴﺒﻴﻦ ﺗﻔﻀِّﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱْ ﺭﺑﻚ : ﺇﺯﻫﺎﻕ ﺭﻭﺡ ﺑﺤﻴﺪﺙ ﺁﺣﺎﺩ، ﺃﻡ ﺇﺣﻴﺎﺅﻫﺎ ﺑﺂﻳﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ؟ ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﺳﻬﻞ ﺃﻥ ﺗﺨﻄﺊ ﻓﻴﻪ : ﻗﺘﻞ ﺑﺮﻱﺀ ﺃﻡ ﺗﺒﺮﺋﺔ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻘﺘﻞ؟.
7 ﻟﻴﺲ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ ﺳﻮﻯ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﺒﺬ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ، ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮَﺽ ..
8 ﻣﻦ ﺟﺎﻫَﺮ ﺑﺎﻟﺮﺩَّﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻓﻮﺍﺟﺒُﻨﺎ ﺃﻥ ﻧُﺠﺎﻫﺮ ﺑﺪﻋﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺘﻠﻪ، ﻓﺮﺑﻨﺎ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ : " ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ "..
9 ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻟﻠﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺣﺪﺍًّ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﺻﺢَّ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺎﺽٍ . ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺗﻘﺎﺽ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ..
10 ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻓﻜﺮﻳﺎ ﺑﺤﺘﺎ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﺤﺮﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻓﺎً ﺑﻪ ﻓﻼ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻴﺠﺐ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﻔﻜﺮﺓ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺗﺤﺮﻳﻀﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻓﺎ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺗﻌﺰﻳﺮﺍ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻩ، ﻻ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ..
11 ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﺮﺩﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠُﺮﻡ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎ، ﻭﻧﺠﻌﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ !!.
12 ﻋﺠﺒﺎ ﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻘﻬﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺈﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ، ﻭﺑﺤﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﺴﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ . ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻛﺒﺮ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ..
13 ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺼﺪِّﻳﻖ ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻹﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻛﺄﻓﺮﺍﺩ - ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ " ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ " ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻟﻢ ﻳﺮﻓﻀﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﺻﻼ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ..
14 ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻷﻧﻬﺎ ﻫﺪﻡ ﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻷﻥ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻳﺠﻠﺐ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻻ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ..
15 ﺻﺢَّ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﻫﻂ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻭﺍﺋﻞ ..
16 ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺮﻫﻂ : " ﻷﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺧﺬﺗُﻬﻢ ﺳِﻠْﻤﺎً ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲَّ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺻﻔﺮﺍﺀ ﺃﻭ ﺑﻴﻀﺎﺀ ... ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻪ "....
17 ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻛﻠﻪ ﺷﺮ، ﻭﻫﻮ ﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﺡ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ .. ﻭﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺮﻳﺔ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ، ﻻ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ..
18 ﺃﻧﻜﺮ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﺣﺪ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﻗﺎﻻ ﺑﺎﻻﺳﺘﺘﺎﺑﺔ ﺃﺑﺪﺍ ... ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ ...
19 ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻋﺪﻡ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﺮﺩﺓ، ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﻫﻮ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻣﻮﻓَّﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﺃﻏﻠﺐ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺧﺮﻯ ..
20 ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺑﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺣﺪﺍ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻪ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺮ ﻓﻬﻮ ﺃﻣﺮ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻱ ﻭﻣﺼﻠﺤﻲ ..
21 ﺍﻻﺳﺘﺘﺎﺑﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻻ ﻳﺪﻋﻤﻪ ﻧﺺ . ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﻤﺮﺗﺪ - ﻣﺜﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ - ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺿﻐﻂ ﺃﻭ ﺇﻛﺮﺍﻩ ..
22 ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻧﻮﻋﺎﻥ : ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺔ . ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ..
23 ﻋﻠﺔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺻﻒ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻓﻬﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺪﻳﻤﺎ، ﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
24 ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺃﺧﺮﻭﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻫﻲ ﺃﻏﻠﻆ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﻳﺘﺨﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ..
25 ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﻉ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ . ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ : " ﺃﻣﺎ ﺳﻠﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺭﺗﺪّ ﻋﻦ ﻫﺠﺮﺗﻪ ".
26 ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭِﺏ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻗﺪﻳﻢ ﻋﺰﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ..
27 ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ : " ﻻ ﻳﺼﺢ ﺃﺻﻼ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺃﻧﻪ ﻇﻔﺮ ﺑﻤﺮﺗﺪ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﺑﺎﺳﺘﺘﺎﺑﺔ ﻓﺘﺎﺏ ﻓﺘﺮﻛﻪ، ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﺐ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻧﻪ " ( ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ) ...
28 ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻣﺤﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ، ﻭﺃﻥ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ .. ﺗﻜﻠﻒ ﺑﺎﺭﺩ، ﻻﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ..
29 ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺮ ﻭﺃﻗﻞ ﺿﺮﺭﺍ ﻭﺧﻄﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻼ ﺗﻮﺳﻌﻮﺍ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺑﺎﻹﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ..
30 ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ : ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﺍ ﻭﻻ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ، ﻭﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﻟﻠﺮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺘﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﻤﺤﻜﻤﺎﺕ ﺩﻳﻨﻜﻢ، ﻭﺩﻋﻮﺍ ُﺑﻨﻴًّﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ