ﻫﺬﺍ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ، ﻭﻟﻜﻦ، ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﻔﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺳﻠﺘﻬﺎ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﺛﻼﺛﺎﺀ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﻮﺍﻥ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺒﻮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘﺸﺪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﻘﻲ ﻣﻦ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﻟﻴﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ﺑﺠﺪﻳﺔ . ﻭﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻓﻲ ﻏﺮﺑﻬﺎ ﻭﻭﺳﻄﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺘﺰﺍﻣﻦ ﻟﺘﺴﺘﺤﻖ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﺑﺠﺪﻳﺔ . ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ 31 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺑﺮﻳﺪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺳﻨﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ :
( 1 ) ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﻔﺮﺓ ﺗﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺑﺮﻳﺪ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺑﻠﻐﺔ ﻓﺼﻴﺤﺔ ﻭﺻﺮﻳﺤﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻀﻨﻚ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﻳﻤﺲ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ، ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺪﺳﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻥ ﺗﻜﺮﺭ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺳﺎﺀﺍﺕ ﻭﻋﺪﻡ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻭﺟﻬﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﻩ .
( 2 ) ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺗﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺑﺮﻳﺪ ﺳﻔﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺑﺮﻳﺪ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻠﻐﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺣﺎﺯﻣﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎﻹﻟﺤﺎﺩ ﻭﻻ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ ﻟﻠﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻪ، ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﻜﺮ ﻭﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻷﻱ ﻣﺴﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ . ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺻﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺒﻮﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻓﻲ ﺻﻌﻴﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺭﺩﺩﺕ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ : ﻻ ﻟﻺﻟﺤﺎﺩ .. ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻟﻠﻤﺴﻲﺀ، ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺻﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﺃﻏﺎﻇﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺳﺘﺴﺒﺐ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻷﺭﻕ .
( 3 ) ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻷﺻﺢ ﺑﻼﻍ ﺷﻌﺒﻲ ﺗﻢ ﺇﺭﺳﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺷﻌﺒﻲ ﻣﺒﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﻧﺨﺒﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻘﺎﻋﺴﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﻋﻦ ﺣﻤﻞ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ .
ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ " ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ " ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﻤﻮﺍ ﺣﺮﺍﻛﺎ ﺳﻠﻤﻴﺎ ﻭﺣﻀﺮﻳﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻕ، ﺩﻭﻥ ﺃﺑﺴﻂ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺎﺕ ﺷﺘﻰ، ﻭﻟﻜﻨﻲ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻲ ﺳﺄﻛﺘﻔﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ، ﻭﺳﺄﺧﺼﺺ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺟﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ؟ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﺑﺄﻥ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺗﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻣﺨﺎﺑﺮﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺃﻥ ﺗﺸﻐﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺍﻻﻧﺴﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ..ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﻫﻲ ﺃﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﻬﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻳﺴﺒﻖ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ . ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﻛﻠﺐ ﻣﺜﻼ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﺪﻕ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺤﺘﻤﻲ ﺑﺄﺳﺪ، ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﻌﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺻﻐﺮ، ﻓﺒﺄﻱ ﻣﻨﻄﻖ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺼﺪﻕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻗﺪ ﺍﻓﺘﻌﻠﺖ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺨﺮﻁ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻟﺘﺸﻐﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺿﺪ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺍﻻﻧﺴﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ..ﺇﻥ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻻ ﺗﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻭﻻ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﻩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺃﻭ ﻟﻼﻧﺤﺮﺍﻑ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻩ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻹﻳﻘﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ . ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺑﻌﻤﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﻭﺑﺨﻄﺎﺏ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺨﺎﺑﺮﺍﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺤﺮﻑ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﺍﻷﺻﻠﻲ، ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﺿﻲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ، ﻭﻟﻜﻦ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﺒﺖ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺄﻓﺸﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ، ﻭﺍﺿﻄﺮﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ .ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻢ ﺗﺨﻠﻖ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻹﻟﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ " ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ " ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻗﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻭﺃﻥ ﺗﻮﻇﻔﻪ ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﺎ . ﻭﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺰﻋﺞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻥ ﺗﻠﻬﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﺑﺎﻓﺘﻌﺎﻝ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺴﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻔﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ .
ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺇﻳﻘﺎﻓﻪ ﺇﻻ ﺑﺈﻋﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ، ﻭﺇﻥ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﺳﻴﻐﻀﺐ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻏﻀﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﻭﺭﻃﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ .
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺧﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻔﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻼ ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻭﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﺤﺎﻣﻮﻥ . ﻫﺬﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻫﻮ ﺣﺮﺍﻙ ﻋﻔﻮﻱ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ، ﻭﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺪﻭﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ . ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺍﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻔﻮﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻷﻱ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﻗﺪﻡ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺻﺤﻴﺢ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﺎﻻ ﻭﻧﺴﺎﺀً ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺟﻬﻮﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺳﻴﻠﻔﻈﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﺘﺤﺎﻭﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﺤﺮﻑ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﻙ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﺍﻷﺻﻠﻲ، ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ " ﻳﺤﻈﻴﻪ ﻭﻟﺪ ﺩﺍﻫﻲ " ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎﻝ .
ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﻳﺒﺮﺭ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻏﻴﺎﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺗﺴﻴﻴﺲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ، ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺠﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻳﺠﺐ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻋﻦ ﺗﺠﺎﺫﺑﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﺃﻱ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮﺍ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ، ﻓﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﺳﻴﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﺗﺴﻴﻴﺲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ، ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﺩﻓﻌﻨﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻷﻥ ﺃﺭﻓﺾ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺳﻴﺬﻛﺮ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻨﺘﺪﻯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ .
ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺮﺭ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻏﻴﺎﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻫﻲ ﺣﺠﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺴﺒﻲ ﺃﺣﺰﺍﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ، ﻓﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﻭﺍﺟﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻔﻴﺪﻫﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ، ﻓﺘﺼﻮﺭﻭﺍ ﻣﺜﻼ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺷﻮﻫﺪ ﻳﻮﻡ ﺛﻼﺛﺎﺀ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺸﺪﺕ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ، ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻤﻨﺤﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ .ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﻣﻠﻔﺎﺕ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺑﺄﻧﻬﺎ ﺭﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻒ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ . ﻫﺬﻩ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻌﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ، ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺌﻴﻦ :
ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭ، ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻧﺸﺮ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﻨﺸﺮﻩ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﺛﺎﻟﺜﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺭﺍﺑﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﺇﺳﺎﺀﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻭﺑﻴﻨﺔ ﻭﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﺃﻱ ﺗﺄﻭﻳﻞ .
ﺇﻥ ﻣﻠﻒ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺌﻴﻦ ﻭﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ، ﻓﺈﻥ ﺗﻢ ﻛﺴﺒﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﺴﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﺇﻥ ﺧﺴﺮ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻻ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺨﺴﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻴﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻭﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎﻁ .ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻗﺪ ﺯﺍﺩ ﺣﺠﻤﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻲ ﺳﺄﻛﺘﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﻗﻮﻝ ـ ﻭﺑﺎﻟﻤﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ـ ﺑﺄﻥ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ، ﻭﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻈﻞ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﻓﺘﺢ ﻣﻠﻒ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ .
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ..