ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ( ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ) ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺃﻣﻞ ﺩﻧﻘﻞ ﺍﺿﻄﺮﺭﺕ ﺍﻟﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻻﻧﺠﻴﻞ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﻱ ﺍﻟﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ( ﺍﻻﻟﻴﺎﺫﺓ - ﺍﻟﺮﻣﺎﻳﺎﻧﺎ - ﺇﻳﺰﻳﺲ - ﺍﻟﺸﺎﻫﻨﺎﻣﺔ - ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ - ﻛﺮﻳﺸﻨﺎ - ﺳﻴﻒ ﺑﻦ ﺫﻱ ﻳﺰﻥ - ﺻﻤﺒﺎ ﻛﻼﺩﻳﻮ ) .. ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ..ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺳﻌﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻣﻞ ﺩﻧﻘﻞ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ﻓﺸﻜﻠﺖ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻫﻢ ﻧﺼﻮﺻﻪ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ... ﺍﻗﺘﻨﻴﺖ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﻭﻗﺮﺃﺗﻬﻤﺎ ﻗﺮﺍﺀﺗﻲ ﻷﻱ ﻣﺼﺪﺭ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺃﺩﺑﻲ ﻻ ﻳﺼﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻨﻪ ...ﻭﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻋﻜﺲ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺪﺩ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺭﻭﺍﺗﻪ ( ﺍﻧﺠﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ - ﺍﻧﺠﻴﻞ ﻣﺘﻰ - ﺍﻧﺠﻴﻞ ﻟﻮﻗﺎ ) .. ﻭﻟﻴﺲ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺣﺬﻑ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻭﺩﺳﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺳﻮﺳﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﺘﺎﺏ ( ﺣﻜﺎﻳﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ) ﻟﺠﻮﻧﺎﺛﺎﻥ ﻛﻴﺮﺗﺶ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺸﻔﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻃﻼﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺳﺮﻗﺎﺕ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ .. ﻭﻛﻢ ﺷﺪﻧﻲ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻗﺼﺔ ( ﻳﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺠﻠﻌﺎﺩﻱ ) ﻭﻗﺼﺔ ﻋﻨﺘﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﺪﺍﺩ ..ﻭﻛﻢ ﺻﺪﻣﻨﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻔﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﺰﻳﻴﻒ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﺑﻞ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻔﺴﺮ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻛﺴﻼﺡ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻟﻢ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻊ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻮﺳﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﺍﻷﺳﻮﺩ .. ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺻﺎﺩﻗﺎ ...ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻗﺼﻴﺪﺓ ( ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮ ) ﻷﻣﻞ ﺩﻧﻘﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ .. ﺛﻢ ﺗﺘﺎﻟﺖ ﻗﺼﺺ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻀﺎﻓﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ : ﺳﺒﺎﺭﺗﺎﻛﻮﺱ ﻗﺎﺋﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺴﺪﺗﻪ ﻫﻮﻟﻴﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﺍﺋﻊ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻛﻴﺮﻙ ﺩﻭﻏﻼﺱ 1960 ، ﺍﺯﻳﺲ ﻭﺍﻟﻜﺮﻧﻚ ، ﺯﺭﻗﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﺎﻣﺔ .....ﺇﻧﻨﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻄﻠﻮﺑﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺎﺡ - ﻓﻘﻂ - ﻻﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻓﻌﻼ ﻫﻮ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻷﻫﺪﺍﻑ ﺗﻨﺼﻴﺮﻳﺔ ﺍﻭ ﺗﻬﻮﻳﺪﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ... ﻓﺎﻟﻐﺮﺽ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺮﻓﻴﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﻥ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﻳﻤﻠﻜﺎﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻟﺘﺮﺟﻤﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ .. ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .. ﻫﻞ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻫﻮ ﺇﺗﺎﺣﺘﻪ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺿﺤﻴﺔ ﺍﻻﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ؟ ..