تختص اللغة العربية من بين لغات العالم بمكانتها القدسية التي تستقيها من كونها وعاء كلام الله ولسان رسوله الأعظم صلوات الله وسلامه عليه؛ تلك المكانة التي جعلتها تتجاوز القوالب الضيقة لتكون لغة دين أكثر منها لغة قوم، وهو ما عبر عنه أحد الموالي في مجلس هشام بن عبد الملك بقوله: "إن كانت العربية لساناً فقد نطقنا به، وإن كانت ديناً فقد دخلنا فيه "إضافة إلى تلك المكانة الدينية؛ فقد حباها الله، بميزات صوتية ودلالية جميلة بهرت الدارسين؛ ما جعلهم يخلدونها في كتبهم ويصفونها بأوصاف بديعة تشعرك بعظمة هذه اللغة وقوة تأثيرها.
قدسية وخصائص كان من الأولى أن تشفع للغة العربية عند أبناء بيئتها ؛ فيبوئوها المكانة التي تستحق في خطاباتهم وأعمالهم اليومية، الرسمية وغير الرسمية، لكنه الأمر الذي لم يقع للأسف؛ بل تركوها ونبذوها ظهريا، واعتاضوا عنها بلغات أو لهجات لا تمت إليها بصلة أو تمت إليها بصلة ضعيفة ملحونة غالبا.
ولم تكن بلادنا للأسف بمنأى عما أصاب أبناء هذه الأمة من ضعف في التمسك بها على الرغم من اهتمام شعبنا المسلم بها عبر التاريخ، اهتمام تم تجسيده في منحها المكانة الدستورية المناسبة في المادة السادسة من الدستور ؛ حيث تمت المصادقة على أنها اللغة الرسمية للبلاد،غير أن هذا الحق الدستوري ما زال يعاني الكثير من التقصير في ميادين تطبيقه؛ إن على المستوى الرسمي أم على المستوى الشعبي؛ حيث لا تزال قطاعات رسمية وشبه رسمية عديدة تلتزم في مراسلاتها لغة أجنبية، كما أن الكثير من المؤسسات والهيئات الخاصة لا تزال مستمرة في امتناعها عن استخدام اللغة العربية في وثائقها، حتى تلك الموجهة إلى الأوساط الشعبية التي لا تعرف غير اللغة العربية أو اللهجات المحلية.وضعية صعبة، لاحظتها كوكبة من أبناء هذا البلد الغيورين على مصلحته ورقيه، من مختلف المشارب، فقرروا العمل على تغييرها بالوسائل المشروعة، عن طريق تأسيس " المركز الموريتاني للدفاع عن اللغة العربية".
مركز سيسعى من خلال القيام بالعديد من الأنشطة إلى حماية اللغة العربية و التمكين لها، مستعينا في ذلك بالله العلي القدير ثم بجميع أفراد الشعب الموريتاني المسلم.
اللجنة الإعلامية.