فلسطين عربية أم لاتينية؟ \ كتب نواف أبو الهيجاء

سبت, 2014-08-09 09:55

خسرت الولايات المتحدة هيمنتها (التاريخية) على حديقتها الخلفية (اميركا اللاتينية) خلال العقدين الاخيرين اللذين كانا عقدي الاحادية القطبية بزعامة الولايات المتحدة من دون منازع. وسجلت الاحداث حقيقة ان استقلالية القرار يمكنها ان تتصدى للعنجهية والروح الاستعمارية والاستعلائية. والآن وفي خضم العدوان الصهيوني ـ المدعوم من الادارة الاميركية وقوى اقليمية وربما عربية ـ خسر الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة (الكيان الصهيوني) مواقعه في القارة الجنوبية.

 

البرازيل والارجنتين، وبوليفيا، وفنزويلا، والاوروغواي، والباراغواي، الغت اتفاقية الميركسور للتعاون الاقتصادي مع (اسرائيل). وقامت السلفادور وتشيلي وبيرو بسحب السفراء.. احتجاجا على القمع الدموي الصهيوني والحرب على شعب فلسطين في قطاع غزة. الرئيس البوليفي اعتبر الكيان الصهيوني ارهابيا واعلن ان هوية مواطنيه ستحمل العلم الفلسطيني بألوانه الاربعة. ومعنى ذلك ان تسع دول على الاقل، والعاشرة كوبا، اتخذت قرارات مؤلمة للكيان الصهيوني مع توكيدها على حرية قرارها واستقلاليته وانحيازها الى معسكر مواجهة اعداء الانسان.

 

قرارات واجراءات دول اميركا اللاتينية هذه جعلت الكثير من المعلقين العرب والفلسطينيين يقارنون بين هذه المواقف ومواقف الاقطار العربية وجامعتها. والى حد ان ثمة من ابناء فلسطين من تمنى لو ان فلسطين موجودة في القارة الاميركية الجنوبية ـ او لو ان هذه الدول كانت اعضاء في الجامعة العربية. والمرارة العربية الفلسطينية اكبر من ان يجري تجاهلها او مداراتها. فثمة من العرب من اسهم بشكل او بآخر في تشديد الخناق على نحو مليوني فلسطيني في القطاع. وثمة من صمت وهناك من تحدث على استحياء. لم تتخذ اي دولة عربية ما يثبت انها ملتزمة على الاقل بميثاق الجامعة ومعاهدة الدفاع العربي المشترك. كما ان ايا من الانظمة العربية التي تقيم علاقات سياسية واقتصادية مع الكيان الصهيوني لم يقطع العلاقات لا الدبلوماسية والا التجارية ولا الاقتصادية. بل ان فعل النكاية هو الذي تسيد المواقف العربية عموما انطلاقا من نظرة ضيقة وقاصرة ترى ان ما يجري ضد المليونين في القطاع انما هو حرب على «الاخوان المسلمين» لأن حركة «حماس» جزء من التنظيم العالمي للاخوان. ولم يتذكر اي منهم حقا ان هذه الحركة هي حركة مقاومة وهي تمارس المقاومة وانها لا تجابه العدو الغازي وحدها بل ان كل المنظمات والفصائل الفلسطينية تشارك في رد العدوان وفي مهاجمة الكيان العدواني بالصواريخ والاسلحة المتوفرة. كما ان الشعب الفلسطيني وحده من دفع من بنيه هذا النهر من الدماء وهذا الكم من الدمار الذي اصاب كل مناحي الحياة من بيوت ومساجد ومدارس ومستشفيات وبنية تحتية كانت في الاساس تعاني جراء حصار لاانساني وهمجي وغير مسبوق لمدة زادت على السبع سنوات.

السؤال المطروح والدم الفلسطيني يراق والموقف العربي في لج الفضيحة: هل تجرؤ اي من الحكومات على اتخاذ قرارات على الاقل بمثل او بمستوى تلك التي اتخذتها دول قارة اميركا اللاتينية او الجنوبية؟