الحادثة التي وقعت زوال أمس بأحد مصانع دقيق السمك " موكا" بمنطقة البونتيه في العاصمة الأقتصادية والتي أسفرت عن وفاة عاملين إثنين على الفور ودخول عامل ثالث في حالة اغماء تجاوز بعدها ولله الحمد دائرة الخطر بعد تلقيه الإسعافات لم تكن حادثة مأساوية فقط.فإلى جانب الوجه الدراماتيكي كان لهذه الحادثة وجها آخرملحميا إذا ماعلمنا أن بداية الحادثة كانت أثناء سقوط العامل الأول (الضحية الأول رجل مسن) والذي كان يباشر العمل في تحرير غطاء أحد أحواض تصريف نفايات المصنع والممتلئ والمختزن بالمياه الآسنة المشبعة بمواد كيماوية تستخدم لمعالجة الأسماك وهو ماحدا بعامل آخر (شاب عشريني) يشتغل في تقويم وتقطيع قضبان حديد تسليح الأسمنت والذي كان متواجدا غير بعيد من مكان الضحية الأول وبمجرد مشاهدته لسقوط هذا الأخير هرول لنجدته ليلتحق به في قاع حوض النفايات الصناعية حينها تجمهر العمال وفي محاولة منهم لأنقاذ الإثنين فتطوع بطل آخر (شاب أيضا) من بين العمال للنزول لسحب الضحيتين وقد أتفق مع العمال على خطة لهذا الغرض أعدت على جناح السرعة تمثلت في ربطه من الوسط بحبل يمسك بطرفه بقية العمال عند فتحة الحوض لكن القدر كانت له كلمة في الموضوع رغم نبل المقصد وتوفر العزيمة حيث باءت محاولة انقاذ الضحيتين بالفشل فبمجرد أن نزل العامل داخل مستوى اولي من عمق الحوض أغمي عليه وقد تنبه لذلك العمال المسؤولين عن سحبه عند الحاجة من خلال عجزه عن الإستجابة لهم وعجزه عن الحركة مما دفعهم إلى رفعه على الفور وبفضل الله أولا تم تقديم الإسعاف له تمكن من النجاة في حين تم انتشال العاملين المتوفين بعد ذلك.
من صفحة المدون الحسين ولد كاعم