أخفقت الأطراف الموقعة على اتفاق السلام والاندماج بشمال مالي في تنصيب السلطات الانتقالية المنبثقة عن الاتفاق المبرم بين حكومة باماكو والحركات الموالية لها من جهة، وبين التنظيمات الأزوادية المسلحة من جهة ثانية.
فبعدما انسحب مقاتلوها الحركة العربية الأزوادية من نقاط التفتيش الأمنية حول تمبوكتو وسيطرة الجيش المالي عليها بدعم من قوات حفظ السلام الدولية؛ دخلت الأطراف في سلسلة جديدة من المفاوضات من أجل تسوية الأزمة الناجمة عن رفض المؤتمر من أجل العدالة في أزواد كما رفض الاعتراف بالسلطات الانتقالية الجديدة بحجة أنه لم يشرك في مسار تشكيلها ولم يحظ بالتمثيل المناسب داخلها، مطالبا بإعادة هذا المسار من نقطة الصفر وإشراكه في تحديد حصص مختلف المجموعات الأزوادية.
وترى الحركة العربية الأزوادية، وهي أكبر مكونات مؤتمر العدالة في أزواد، أن العرب يمثلون غالبية سكان تمبوكتو ، و تاودني ؛ مثلما يمثل الطوارق غالبية سكان كيدال ومينيكا.
وبالتالي فإن حصة العرب من التمثيل في السلطة الانتقالية في تمبوكتو وتاودني يجب أن تتناسب مع حجمهم السكاني.
وكانت السلطات الانتقالية في كل من كيدال وغزو ومينيكا قد باشرت عملها بعد تنصيبها مؤخرا، بينما لم يتم تنصيب سلطات تمبوكتو وتاودني بسبب رفض المؤتمر من أجل العدالة في أزواد الاعتراف بها وفرض الحركة العربية الأزوادية حصارا عسكريا على تمبوكتو.
وما تزال المفاوضات متواصلة في ظل تمسك السلطات المالية بالتشكيلة الأصلية المنبثقة عن اتفاق السلام، واستمرار الضغط العسكري من قبل الحركة العربية الأزوادية التي ما تزال سيارات مقاتليها المدججة بالأسلحة الثقيلة متمركزة في محيط المدينة