على رسلكم أيها الصقور/ إسلم ولد سيد المصطف
ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺍﻷﻣﻨﻲ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺿﻊ ﺣﺮﺝ .
ﻭ ﻧﺤﻦ ﻭ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﻭ ﺿﻌﺎ، ﻭ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ – ﻓﻲ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﺎ - ﺃﻣﻨﺎ .
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﺪﻫﻢ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﻗﻄﻌﺎ، ﻭ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ – ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺘﻄﺎﻳﺮ ﻭ ﺍﻻﻧﺸﻄﺎﺭ - ﻓﻠﻼﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻬﺮﺝ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺝ . ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ، ﻫﻮ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺭﺣﻤﺘﻪ ،ﻭ ﻟﻄﻔﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻻ ﻳﺴﻤﺤﺎﻥ – ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ - ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﺭﺏ، ﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺼﻘﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ .ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﻤﻮﻗﺮ، ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺑﻴﺔ، ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻴﺔ، ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻦ، ﻭ ﺍﻻﺭﺗﺸﺎﺀ ﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
ﻓﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ، ﻓﻲ ﺃﻋﺮﻕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺮ ﻭ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ .
ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ، ﻫﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﻫﻴﺌﺔ - ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ - ﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ " ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺪ " ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
ﻓﻤﻤﺜﻠﻮ ﺛﻼﺙ ﻭ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ، ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﺍ ﺑﺮﻓﻖ ﻭ ﻟﻄﻒ، ﺣﺘﻰ ﺗُﺤﺴﻦ ﻗِﺘﻠﺘُﻬﻢ، ﻭ ﻳﺮﺣﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺫَﺑﺤﻬﻢ – ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ - ﺍﻣﺘﺜﺎﻻ ﻷﻣﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺇﺫﺍ ﻗﺘﻠﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﺫﺑﺤﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﺬﺑﺢ .
ﻭ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﻫﻨﺎ - ﻭ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ - ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ، ﻭ ﻫﻮ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﺑﺄﻧﻪ )) ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺀﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ (( ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺭﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ، ﺑﻘﻮﻟﻪ )) ﻭ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻓﻈﺎ ﻏﻠﻴﻆ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻﻧﻔﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ (( ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : )) ﻭ ﺷﺎﻭﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ .
((ﻭ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻗﻮﻟﻪ : ( ﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻧﺒﻲ، ﻭ ﻻ ﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ، ﺇﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺑﻄﺎﻧﺘﺎﻥ، ﺑﻄﺎﻧﺔ ﺗﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻭ ﺗﺤﻀﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭ ﺑﻄﺎﻧﺔ ﺗﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﻭ ﺗﺤﻀﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﺼﻢ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻭ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ : ( ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻷﻣﻴﺮ ﺧﻴﺮﺍ ﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺻﺪﻕ، ﺇﻥ ﻧﺴﻲ ﺫﻛّﺮﻩ، ﻭ ﺇﻥ ﺫﻛَﺮ ﺃﻋﺎﻧﻪ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺳﻮﺀ، ﺇﻥ ﻧﺴﻲ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ، ﻭ ﺇﻥ ﺫﻛﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﻨﻪ . )
ﻭ ﻻ ﻳﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : )) ﻳﺄﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ ﺑﻄﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻜﻢ ﻻ ﻳﺎﻟﻮﻧﻜﻢ ﺧﺒﺎﻻ ﻭﺩﻭﺍ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﺗﻢ ﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻭ ﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﺃﻛﺒﺮ .(( ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺍﻟﺼﻘﻮﺭ؟ ! ﻭ ﺃﻳﻦ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ .... ؟ !
ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .