في العشر الأواخر وعلي أنغام أحزان أبنائنا وانتهاكا لكل القيم والمعاني الرمضانية النبيلة عزفت فرقة التمثيل با الثانوية العسكرية سيمفونية " الشماتة " في جو مسرحي بامتياز وعلي خشبة تم إعدادها بعناية ، وجمهور تم استدراجه بكل مهارة ودقة ، ابتداء من الفريق قائد أركان الجيوش الوطنية ، وانتهاء بكل قادة أركان أفرع القوات المسلحة والملحقين العسكريين المعتمدين لدي الدولة
..
و قد أعطي مدير إدارة الثانوية العسكرية إشارة بدء مسرحية الشماتة ، تحت يافطة تكريم المتفوقين من أبناء المدرسة ، وإمعانا في تضليل الحضور بدأ العرض بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ، في محاولة بائسة لإضفاء مقدس علي الخشبة ، تلاه خطاب السيد قائد الثانوية الذي أظهر براعة في التمثيل يحسد عليها ، فحاول جاهدا حصد ما لم يزرع و ادعاء ما لا يملك ، وفي انسجام قل نظيره مع الدور .
نسي السيد القائد أن من نجح من أبنائنا هم من تمرد علي أسوار الجهل التي حاول تطويق مؤسسته بها ، ووضع حراسة مشددة علي كل ثغرة قد يتسرب منها نور العلم ، وتجاهل في خضم وصلته فضل تمرد المنتسبين صوريا إلي مؤسسته علي قيود الجهل التي فرضها باسم الثقافة العسكرية ، وانتظامهم أغلب شهور السنة الدراسية في مدارس " المحمدية " ، " الإصلاح " ، "لخيار" و "العروة " بعد أن أعياهم عجزه عن توفير المدرسين في الوقت المناسب ، و اعتماده مبدأ " اللي أجبر شواي ما يحرق أيديه ".
إن إجراء مقارنة سريعة بين نتائج ثانوية الامتياز العسكرية ونظيرتها المدنية يوضح الصورة ، فالأوائل في الثانوية العامة علي الشعبتين الرياضية و العلمية من طلاب ثانوية الامتياز " المدنية " و أغلب العشرة الأوائل من طلاب هذه الثانوية في حين خلت لائحة المتفوقين من طلاب ثانوية الامتياز العسكرية ليس قصورا في الطلاب ولا عيبا في ذكائهم ولكنه فشل إدارتهم وتخبطها وجهلها ب أبسط قواعد تسيير المؤسسات التربوية .
إن التمويل السخي الذي تقدمه قيادة الأركان الوطنية لثانوية الامتياز العسكرية هدفه خلق بيئة صالحة يتفاعل فيها المتميزون لتوليد قدرات وطاقات وطنية واعدة لتأهيل الأذكياء من أبنائنا ، وإعدادهم لتحمل مسؤوليات الحاضر والمستقبل ، وهذا مشروع طموح وتعثره أو انهياره خسارة كبيرة ومنكر يجب تغييره .
إن الإشراف علي إدارة الأذكياء مهمة تحتاج إلي إدارة أكثر ذكاء تستفز عقولهم وتدفعهم إلي مزيد من التفاعل والتنافس كما هو حاصل في ثانوية الامتياز " المدنية " رغم تواضع التمويل ، أما أن تسند إدارة المتفوقين و الأذكياء علي إدارة بليدة ، فتلك إبادة جماعية منظمة للأذكياء ، كما هو الواقع في ثانوية الامتياز العسكرية ، رغم سخاء التمويل .
أما باقي ممثلي مسرحية " التكريم " " الشماتة " ، "ممثل " المدرسين ، و "ممثل " آباء التلاميذ فهم ضحايا إدارة تحاول ستر عورتها أمام ضيوف تخشي صولتهم ، و لن يتجاوز دورهم الدقائق التي قضوها علي خشبة المسرح ، و لهم منا كل التعاطف و الشفقة ، أما أبناءنا من المتفوقين ( المرسبين مع سبق الإصرار والترصد ) في شهادة البكالوريا – و من ضمنهم حاصلون علي الباكلوريا السنة الماضية من السنة الثانية ثانوي والمكرمون علي تفوقهم طيلة السنوات الماضية من لدن قيادة الأركان الوطنية - أقول لهؤلاء المتميزين "الضحايا " نعتذر لكم عن دورنا في حثكم علي التقيد با الضبط و الربط وفق الأنظمة العسكرية في ثانويتكم ذات الثقافة العسكرية ،هذا الانضباط الذي قد يكون السبب فيما آل إليه أمركم.
و أقول لإدارة الثانوية العسكرية ، بعد أن وقع فأس عجزها و إهمالها في رأس مستقبل أبنائنا ، ثلاث سنوات من النصيحة و التنبيه و التعاون خلف الأبواب الموصدة ، لم تجدي نفعا ولأنه شأن عام ضحاياه فلذات أكبادنا ، نرفع صوتنا ليقرأ من يقرأ ويسمع من يسمع ممن يهمهم الأمر، فا الأمر ليس شخصيا ، إذ لا ضغينة و لا حساب نصفيه ، و لكنه الحرص علي مشروع جميل يملك كل وسائل وإمكانيات النجاح ، وهناك طريقتان للرد علينا ، - ممارسة فضيلة النقد الذاتي بإصلاح الأخطاء ، استقبال الطلاب في الوقت المحدد ، تحسين معيشتهم ، توفير الرعاية الصحية لهم ، توفير طاقم تدريسي مميز في الوقت المناسب ، .....الخ . وسوف نكون أول الممتنين و المشيدين .
أما الطريقة الثانية : فبقوت يوم واحد لطالب من مؤسستكم قد تشترون خدمات أي وضيع من مدعي الانتساب للإعلام و ما أكثرهم ك الأيتام يحومون حول موائد اللئام ، و سوف يملأ الدنيا ذما و شتما وفي هذه الحالة لن نرد ، و حتى السنة الدراسية القادمة ، كل عام و أنتم بخير ، و عيدكم مبارك .