وجدت أنجيلينا غريمكي 1805 -1879 المحاضرة في التجمع الأميركي المناهض للعبودية والمتحدثة الرسمية بحقوق المرأة نفسها، محط اهتمام بوصفها أول امرأة تتحدث وتعلن عن نفسها في الولايات المتحدة.
فقد كانت تحث النساء اللواتي لم يتمكن من التصويت أو المشاركة في القرارات السياسية، بأن يسمعن أصواتهن من خلال تقديم العرائض والالتماسات للكونغرس.
وفي محاضرة عامة عام 1838 حذرت حضور النساء بقولها إن "الرجال الذين يسلطون العصا على العبيد، هم من يحكمون في مجالس الأمة. وهم من ينكرون علينا حق تقديم العرائض، والاحتجاج ضد الأذيات التي تمارس بحق جنسنا ونوعنا".
شرعت أنجيلا في حض النساء على الاستفادة من تجربة إنجلترا حيث " النساء فعلن الكثير لإلغاء العبودية في مستعمراتها"، وذلك من خلال تقديم العرائض والالتماسات إلى الملكة فكتوريا.
أصرت غريمكي على أن النساء في حال اتحدن بالمطالبة بحقوقهن، سيكون من المستحيل على الكونغرس أن يتجاهلها.
وكانت تردد دائما "عندما تجاهر نساء هذه الولايات بتلك المطالبات للكونغرس، فلسوف ينهض مشرعونا كما فعل مشرعو إنجلترا ويقولون (عندما تقرع ربات منازل الأرض وخادماتها أبوابنا، لزام علينا أن نصدر تشريعاتنا)".
وفي عام 1838 باتت غريمكي أول امرأة في الولايات المتحدة يسمح لها بمخاطبة هيئة تشريعية.
كانت شقيقتها سارة غريمكي 1792-1873 ناطقة أيضا باسم قضية تحرير العبيد وحقوق المرأة.
أخذت الشقيقتان تظهران في العلن, تتحديان معايير ذلك الزمان المسلم بها وتثيران الغضب في الدوائر الاجتماعية.
تسببت صرخاتهما التي أكدت بأن الرجال والنساء خلقوا سواسية، وبأن على النساء الحصول على الحريات المدنية والاجتماعية ذاتها التي يحصل عليها الرجال، بموجة من اللغط والاحتجاجات العامة. وراح رجال الدين وأعضاء الكنيسة يكيلون الانتقاد لهما لسلوكهما الذي يشبه سلوك الرجال.
وفي واحدة من الرسائل التي كتبتها إلى كاثرين بيكر 1800- 1878 رددت أنجيلينا غريمكي تحذيرات أبيغايل أدامز حول انتفاضة نسائية "خاض آباؤنا صراعا دمويا مع إنجلترا، لأنهم كانوا يدفعون الضرائب من دون أن يتم تمثيلهم.. لم يرغبوا في أن يحكمهم قانون لا يد لهم فيه ولا صوت في صنعه. وهذه هي الطريقة التي يتم فيها حكم النساء في هذه الجمهورية".