تصاعدت حدة ردود الفعل السياسية والمدنية في السنغال، غداة المظاهرات الاحتجاجية العارمة التي شهدتها العاصمة دكار، يوم أمس (الجمعة)، بتأطير وتوجيه من حراك «يانا مار» (ضجرنا» للتنديد بسياسات الحكومة السنغالية والمضايقات التي يتعرض لها خصوم الرئيس ماكي صال منذ بعض الوقت.
وقد تداعى الآلاف من الشباب والنساء إلى ميدان الأمة وسط دكار، تلبية لدعوة هذا الحراك الشعبي الذي ظهر أول مرة، خلال انتخابات 2012 الرئاسية للاحتجاج على ترشح الرئيس السابق عبد الله واد لعهدة رئاسية ثالثة.
وقد اعتبر متحدث باسم الأغلبية الرئاسية أن احتجاجات الجمعة تشكل «خروجا على النظام»، ومحاولة لإثارة الفوضى في الشارع السنغالي؛ بينما وصفها مسؤول حكومي بأنها دعوة صريحة للانقلاب على السلطة الشرعية في العالم، والتي جاءت عبر صناديق الاقتراع ووفق إرادة الشعب السنغالي.
أما المعارضة السنغالية فاعتبرت أن تلك الاحتجاجات الشعبية العارمة تعكس مستوى استياء السنغاليين من السياسات «الارتجالية» التي ينتهجها الرئيس ماكي صال، وتنكره لوعوده الانتخابية.
وقد رفع المتظاهرون شعارات تطالب ماكي صال بإشراك السنغاليين في ثروات بلدهم، وخاصة عائدات النفط المكتشف مؤخرا في المياه الإقليمية للسنغال.
كما دعت بعض اللافتات إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن عمدة دكار، مصطفى صال، المعتقل على خلفية اهتمامه بالضلوع في قضايا فساد؛ بينما يرى أنصاره، وعدد من المراقبين أنه يتعرض لعقاب سياسي على إعلانه عزمه الترشح لرئاسيات 2019، ضد ماكي صال.