ما تزال تداعيات جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها شاب موريتاني، في مقبل العمر قبل ثلاثة أيام، في منطقة دگانه شرقي مدينة روصو، على الحدود مع السنغال؛ تلقي بظلالها المرعبة على سكان المنطقة، وتثير مزيدا من التعبئة في صفوف أجهزة الأمن المحلية.
تعود بداية هذه الواقعة غير المسبوقة في بشاعتها حسب مصادر خاصة لوكالة موريتانيا اليوم إلى مساء يوم الاثنين الماضي، عندما لاحظ سكان قرية دگانه غياب الشاب محمد الحسين ولد مولاي البشير عن صلاة المغرب، بعد ظل يؤم المصلين في المسجد القروي دون انقطاع؛ خاصة وأنه أم صلاة العصر في نفس اليوم.
وقد شعرت جماعة المسجد بالقلق، فاتصل بعضهم على جميع أرقام هواتف المعني ليكتشفوا أن أيا منها لا يرد (هواتفه مغلقة)، ولما استفسروا عنه، اكتشفوا أنه أغلق محله التجاري وركن سيارته واستقل دراجة، ثم خرج نحو قطيع ماشيته كالعادة في كل مساء.
وبما أن ولد مولاي البشير ام يظهر حتى فجر اليوم الموالي، فقد أبلغت الجماعة الشرطة باختفائه، لتبدأ عملية البحث عنه في المنطقة التي توجه إليها والتي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن القرية.
وقد ذهل عناصر الأمن ومرافقيهم من أصدقاء المعني عندما تفاجأوا بجثته محطمة الأوصال بين الحشائش الكثيفة، حيث تبين أن الجناة عمدوا إلى ضربه على مؤخرة الجمجمة بأداة قطع حادة، قبل أن يجروا جثته ليخفوها بين تلك النباتات الكثيفة.
وبينت المعاينة الأولية أن من اقترفوا هذه الجريمة المروعة قاموا بأخذ هواتف الضحية ومفاتيح سيارته ومحله التجاري، ولاذوا بالفرار.
وشكلت السلطات الجهوبة في ولاية الترارزة لجنة بحث وتحقيق في الواقعة تضم عدة ضباط أمنيين ومفوضي شرطة، بهدف الوقوف على ملابسات الجريمة ودوافعها والقبض على مرتكبيها.