بررت مجموعة من سكان بعض الأحياء بولاية نواكشوط الشمالية مواجهة ظاهرة الانتشار المذهل للجريمة في غياب إجراءات أمنية من قبل السلطات العمومية لحماية السكان ضد عصابات السطو والحرابة والقتل والاغتصاب التي باتت تعيث في المدينة إجراما.
فبعدما قررت مجموعة من سكان مقاطعة توجنين تنظيم لجان حراسة ليلية يتناوب الرجال على تأمين استمراريتها خلال النصف الأخير من كل ليلة؛ اتخذ سكان بعض أحياء شمال مقاطعة دار النعيم خطوة مشابهة، حيث تمكنت، قبل ليلتين من إحباط محاولة للاعتداء الى منزل أسرة أثناء غياب أفرادها في رحلة طارئة خارج العاصمة.
كان صاحب المنزل المجاور ضمن فريق الرقابة الذاتية في تلك الليلة، يراقب الشوارع من سطح بيته؛ فسمع دوي ضربات قوية تصدر من مكان غير بعيد؛ فلما أطل ليلقي نظرة إلى الأسفل، مستخدما مصباحا يدوياً، شاهد سيارة سوداء اللون وخمسة شبان وقف اثنان منهم عند ركني الشارع، بينما يحاول الباقون كسر باب المنزل الملاصق لمنزله..
صاح الرجل على المجموعة كي يرعبهم فيهربوا؛ لكن أحدهم خاطبه قائلا: «عد إلى نومك إن كنت ترغب في البقاء على قيد الحياة »؛ وفي تلك اللحظة استيقظت روجة الرجل ولحقت به ثم بدأت في الصراخ طالبة النجدة من الجيران ومردودة عبارة «لصوص، لصوص»، لتسرع المجموعة إلى سيارتها وتنطلق لحال سبيلها.
وفي مقاطعة تيارت سبق لعدد من أرباب الأسر في حي «عين الطلح» أن وقعوا عريضة مطلبية سلموها للسلطات الأمنية؛ مطالبين بتوفير الحماية لمصدر العصابات الإجرامية التي حولت حياتهم إلى كابوس دائم، وإلا فإنهم سوف يحمون أنفسهم بكل الوسائل المتاحة.