معالم في طريق الغد / الأستاذ محمدن ولد اشدو

أربعاء, 2014-08-13 14:15

.. وتحقق حلم الشعب الموريتاني الذي راهن متنبئو السوء على استحالتـه.. واتفق الموريتانيون على أن يتفقوا، ويعملوا معا على إخراج بلادهم من أزمتها، ووضعها على طريق الاستقرار، والبناء، والتقدم..  بعد تيه دام ثلث قرن.

وبدأت العملية الانتخابية في ظل حكومة ائتلاف تمثل مجمل الطيف السياسي، ولجنة انتخابية مماثلة. وانطلقت الحملة الانتخابية باهتة، ثم عاصفة... ثم انتـهت الآن بخيرها وشرها؛ رغم سطحيتـها، وضحالة تغطية الإعلام لها.

عشرة مرشحين تنافسوا، بطرقهم الخاصة، على نيل ثقة شعب من حق بعضهم أن يطمحوا إلى قيادتـه، ومن حقه هو أن لا يزدريه ويحتقره بعضهم فيخاطبـه على هون.. وتوالت البرامج متشابـهة.. وانـهمرت الوعود سخية وسخيفة أحيانا.

وغدا يقول الشعب كلمتـه - بإذن الله - في ظروف شبـه ملائمة تعتبر أحسن ظروف تمت فيها انتخابات رئاسية منذ نشوء الدولة الموريتانية حتى الآن، وإن كانت هناك ثغرات كبيرة لم يتم التغلب عليها، ولن يتم إلا بمرور الزمن وببذل جهود مضنية لسنا بعد مهيئين لبذلها.ورغم كل ما يقال، فإن مرشحين (اثنين) من بين العشرة لديهما حظ أوفر في النجاح.

وهما الأكثر تعبيرا عن إرادة وطموح الناس، والأصلح لتحقيق بعض ما نصبو إليه رغم نواقصهما. ومع ذلك، فهما الأكثر تنافرا وتباغضا رغم كثرة وقوة ما يجمع بينـهما، ورغم حاجة البلاد والعباد إلى التقارب بينـهما والتعاون على تحقيق ما ينفع الناس ويمكث في الأرض!تبقى أسئلة كثيرة لا بد من الجواب عليها، والاستعداد لمواجهة تداعياتـها، ومنـها:

- هل سيتقبل المرشحون الخاسرون قرار الشعب، أم إن عدوى الحمى الإيرانية الموجهة عن بعد سوف تصيب الموريتانيين، رغم ما عرف عنـهم من مسالمة ووسطية نجد التعبير عنـهما في سلمية انقلاباتـهم الكثيرة، ومدى قبولهم بالنتائج رغم ما يشوبـها من تزوير، وقدرتـهم التي فاجأت العالم على التكيف والتوصل إلى كلمة سواء؟إن الجواب على هذا السؤال يتوقف على مدى شفافية العملية الانتخابية، وقدرة الدولة على السيطرة على الوضع، وشل محاولات القوى الخارجية؛ وخاصة منـها الأمريكية والإسرائيلية التي تعمل دائما على زعزعة أمن واستقرار البلاد.- وبخصوص ما بعد الانتخابات؟ فمن الضروري التركيز على نقطتين أساسيتين هما:

1.  أن عدو البلاد والعباد هو الفساد المؤسسي، ومن الواجب القضاء عليه؛ لأن التقدم يستحيل في ظل الفساد.

ولكن القضاء على الفساد السائد المعشش يتطلب - بادئ ذي بدء - الالتزام بأربعة أمور:-   حفظ الموجود قبل طلب المفقود.

-   بناء جهاز دولة صالح.-   إنـهاء الإفلات من العقاب.

-  عدم استـهداف أو محاباة بعض المفسدين دون بعض، لأسباب ذاتية.

2. أن الفرد - مهما كانت أهميتـه - لا يستطيع أن يواجه الفساد بنجاح ويتغلب عليه في غياب الشروط الضرورية لذلك.

وتجربة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عبرة لمن يعتبر.

وبالتالي فلا بد لمن يريد محاربة الفساد بجد، من السعي إلى امتلاك سلاحين رئيسيين هما:

أ. وحدة ضحايا الفساد في أوسع جبـهة وطنية مناهضة للفساد.

ب. وضع أسس دولة المؤسسات الديمقراطية التناوبية التي تحمي الوطن وتصون وتخدم المجتمع.

المقال تم نشره 17 /7/ 2009 .