تجدد الجدل في تونس حول دعوة جمعيات أهلية لإلغاء إجراء قانوني يحظر زواج التونسيات المسلمات بغير المسلمين، إذ لقي هذا الأمر تأييدا فيما ذهب آخرون إلى اعتبره مجرد "ترف ديمقراطي" وبعيد عن هموم الشعب التونسي.
وكان ائتلاف من 60 جمعية تونسية طالب خلال مؤتمر صحفي عقد في نهاية مارس الماضي بسحب إجراء أصدرته وزارة العدل في عام 1973 يحظر زواج التونسيات المسلمات من غير المسلمين.
ويرى الائتلاف أنه هذا الإجراء "ضرب لحق أساسي لأي كائن بشري وهو الاختيار الحر للزوج" فضلا عن أنه "يتعارض مع دستور 2014 الذي ينص على حرية الضمير والمساواة بين المواطنين".
مطالب معقولة
وتعتبر النائبة المستقلة بشرى بالحاج حميدة دعوة جمعيات تونسية لسحب الإجراء "مطالب معقولة بتطبيق القانون والدستور التونسي والتخلي عن سياسة التحكم في الحياة العامة عبر إصدار المذكرات الإدارية التي يخالف بعضها نصوص الدستور"، وفق ما ذكرت وكالة "كونا" الكويتية الأربعاء.
وأوضحت حميدة أن "منشور وزارة العدل الذي يمنع التونسية المسلمة من الزواج من أجنبي إلا بعد إعلانه إسلامه يتناقض مع الدستور التونسي" مؤكدة أنه "ليس هناك أي مانع قانوني لزواج التونسية من أجنبي فالدستور التونسي ينص على حرية المعتقد"، واستبعدت حميدة أن "ترتقي هذه المطالب إلى مقترح تشريعي" في الوقت الحاضر.
ترف ديمقراطي
من جهتها، رأت الإعلامية التونسية آمال الشاهد أن مطالب الجمعيات تعد من قبيل "الترف الديمقراطي" أو "الاطناب في الحريات" التي تبتعد كثيرا عن المشاكل والمطالب الحقيقية للشعب التونسي".
وأكدت الشاهد أن "الدستور التونسي الذي تم إقراره في عام 2014 هو أعلى مرجعية قانونية نحتكم إليها في حال الاختلاف على بعض المسائل ويضمن فعلا العديد من الحريات ومنها حرية اختيار الزوج أو الزوجة ما يلغي آليا منشور وزارة العدل لعام 1973 لكن هناك أولويات تهم كل التونسيين كان الأجدى أن تعطى حيزا أكبر للنقاش والجدل عوض هذه المسائل".
وشددت على أن "التونسيين معنيون اليوم بمشاكلهم الاقتصادية والسياسية والأمنية وأزمات الصحة والتعليم" محذرة من أن "طرح هذه المسائل في هذا الوقت هو من قبيل لفت نظر الرأي العام التونسي إلى مسائل ثانوية".
ورفض مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ التعليق عن دعوة جمعيات لزواج التونسيات بغير المسلمين، وإصدار قانون يبيح للمسلمة الزواج بغير المسلم.