الامتصاص دون جهد...

أربعاء, 2017-05-03 19:38
الأستاذ :عبدالله لبات

إن قيمة الحقوق الإنسانية ضرورية يتطلبها الواقع داخل أي وطن يضم تنوعا عرقيا وثقافيا.

مما يعطي للمواطن دفعا ورغبة جامحة للمساهمة في بناء الوطن والتشبث بقيم المواطنة وما يرتبط بها..

وحين تقوم الدولة بلفتة الى ذلك النضال وتمنحه ميزة وتتعاطى معه ينبغي ان تكون هذه الخطوة مدروسة ومتماشية مع الواقع النضالي ومتطبات جماهيره العريضة.. وما رأيناه اليوم للأسف أن الدولة الموريتانية تعاملت مع شخصيات ووجوه بعيدة كل البعد عن الجماهير المناضلة و لم تحمل يوما واحدا المشعل النضالي والدفاع عن حقوق ا لمعلمين الذين أضطهدوا ردحا من الزمن..

بل كانت الشخصيات المعينة لأول مرة تتويجا لنضالنا هي ابناء بررة للقبيلة والمشيخات التقليدية التي سامت لمعلمين جميع أصناف الاحتقار والعزلة الاجتماعية والنظرة الدونية والظلم والابتزاز. . وهم اليوم في ثورة ضد جميع الأصوات التي تصدح ضد الظلم والحيف والعبودية التي تمارس ضد الفئات المهشة..

لا أحد من المثقفين والمناضليين والوطنيين يؤمن بالشريحة لحد ذاتها او يعمل على تكريسها وبقائها.. كل أشكال النضال تلك التى أخذت طابعا شرائحيا كان بفعل المجتمع الذي ما فتئ يفرق بين أبنائه ويفاضل بينهم على أساس عرقي أو أصل زائف..

وأخذت الهوة تتسع بين كافة مكوناته ومازالت السلطة تنتهج أشكالا جديدة من تهميش وإقصاء لمعلمين وتفرض عليهم أشخاصا من لمعلمين أنفسهم الذين تتوفر فيهم شروطها المقبولة: ألا وهي موالاة المنظومة التقليدية والقطاع الغاشم وسدنته . إن القصد من عمليات الجراحة هو الشفاء لا العكس..

أي ان الصحة بحد ذاتها قيمة بشرية مهمة مثلا كالحقوق ولكن لها جانب تقني يجب مراعاته والحرص على بقائه..

إن فرض الدولة وجوه من الوجوه غير المعروفة والمجهولة في نضال لمعلمين هو بالنسبة لنا تكريس لأساليب الماضي ومحاولة يائسة لوأد النضال وزيادة في منهجبيات التهميش وإبقاء دار لقمان على حالها..وهيهات ..

لقد تطورت الحقوق في العالم وتطور الوعي بها وبمعنى المواطنة والوحدة الوطنية و مفهوم الدولة المدنية و الديمقراطية.. ولذلك لن نقبل أن تظل تلك الوجوه من المعلبين والمعلبات واجهة للمعلمين..

وعندنا ترسانة كبيرة وكفاءات علمية وطنية وإدارية وسياسية. و على النظام البحث عنها.ولا عليه أن يتخطاها.. عن قصد أو عن غير قصد..

وبعيدا عن هذا كله ورجوعا إلى الأساس وهو أصل القضية ومربط الفرس :النضال لن يخف ولن يلين الى ان نبني بلدا موحدا متصالحا مع ذاته ..دولة ديمقراطية يعيش فيها الجميع وينعم كل فرد منها بالكرامة والحرية والأمن والاستقرار.. فنحن نرى من هم أحق من تلك الوجوه وأجدر بأن يحل محلها مع تمسكنا بكل المكتساب التى ناضل من أجلها الحقوقيون من شريحة لمعلمين ونعمل على تطويرها..

لا أن يتم فرض أناس كانو بالأمس القريب يتغذون على الهامش ولم يساهموا في تحسين الاطار العام للمعلمين الذي طالما عارض المفاهيم السياسية الجوهرية في عقيدة المجتمع وفي ممارساته ونظرته إلى تلك الشريحة، بل انها قد تنكرت لهم وادعت جهارا بأنها لاعلاقة لها بهم ومن هنا ظهرت حاجة النظام السياسي القبلي إلى شخص ضعيف يكون متحدثا بإسمهم مخافة أن يتم التعامل مع أي من مؤسسي هذا المشروع والمدافعين عن الحقوق والمطالبين بالعدالة الاجتماعية فجهودنا لم تكرس يوما لاكتساب مناصب بل الى إنشاء دولة مدنية يسودها العدل والتآخي والتى يقوم التوظيف فيها على مبدأ الكفاءة والاستحقاق وهي لعمري شروط غير متوفرة في من اختارهم النظام

الأستاذ :عبدالله لبات