سمية هو اسمها المستعار في عالم الانترنت الذي لم تتخلَّ عنه لا في مجموعات ولا في دردشةولا حتى في مقال تكتبه أو خاطرة تنشرها، لقد كانت مدمنة إن صح التعبير على الانترنت فهي تجلس أمام الجهاز بالساعات الطوال المتواصلة , تعرفت من خلاله على كثير من الاصدقاء حتى أتى اليوم الذي تعرفت فيه على شخص متميز في نظرها , لقد أَسَرها بسعة اطلاعه وحفظه للنصوص الأدبية وكلامه المعسول وكان يأخذ لنفسه إسما مستعارا هو( المدهش) وهو من طلب التواصل معها عبر الماسنجر , ولكن حين أخبرها أنه هو مَن أضافها لديه , علَتْ وجهها الدهشة وسألته كيف عرفت بريدي ؟ قال أنا متمكن في برامج التطفل ــ الهاكر ــ حينها بدأ الخوف يدب في كيانها ,فكيف لأحد أن يتطفل على بريدها وجهازها دون علمها.
قالت له : أنا لا أضيف شبابا ذكورا لدي في الماسنجر فأخبرها أنه يعلم أن في الماسنجر لديها الكثير من الشباب كما أنه لا خيار لها فقد أضافها وقبلت هي الإضافة ، قالت مستغربة كيف قبلتُ اضافتك وأنا لم أضف أحدا من حوالي شهر.قال أنا أضفتك وأنا قبلت إضافتك نيابة عنك وأنا الآنأستطيع أن أصف لك ما تلبسين وما تأكلين قالت بعناد مشوب بالخوف أتحداك قال أنت تلبسينكذا وكذا وأنت كنت تشربين …… تلفتت سمية يمينا ويسارا تبحث في غرفتها , فقامت فزِعة خائفة ، توجهت نحو الباب فوجدته مقفولا , ثم توجهت نحو النافذة فوجدتها محكمة الاغلاق , والستائر مسدلة عليها , ومما زاد رعبها أنها غيرت ملابسها منذ وقت قصير قبل أن تشغل حاسبها على الماسنجر ,ولم يرها أحد من أهلها في لباسها الجديد فكيف
عرف هذا الشخص ما تلبس ، نظرتْ برعب نحو الشاشة
وقد امتلأت صفحة الدردشة الخاصة بابتسامات
متنوعة وكأنها تسمع ضحكة شيطانية من حولها…
توجهت سمية نحو حاسبها تريد أن تطفئه لكن الحساب لا يستجيب لها ، وهنا بدأت تحذيرات المدهش تكتب على صفحات الدردشة وتقول لها : لا تحاولي الهروب فأنا من يسيطر على جهازك ، الآن بدأ الماسنجر يعمل ، تسمرت سمية في مكانها من الخوف بالفعل وكان “المدهش” مضافا
لديها دون علمها ، بدأت المحادثة الخاصة تعمل نظرت إلى
الصورة الجانبية التي وضعها المدهش فإذا به
شاب وسيم ، تغيرت الصورة لتحل مكانها صورتها امتلأ وجه سمية بالذعر فهي لا تملك كاميرا ولم تضع لها أي صورة في جهازها كما أنها على يقين أنها لم تتصور أبدا
بهذه الملابس ..
سمية أين أنت ؟؟
أم أناديك بــ (… ) صُعقت كيف عرف اسمها الحقيقي، تغلبت سمية على ذعرها وبدأت تكتب وتسأل من أنت وكيف تعرف كل ذلك عني وكيف استطعت التحكم بجهازي قال لها أنا (……..)أنا كائن قريب منك حتى أني أستطيع أن استنشق عبير عطرك ولو أردت أن أتمثل أمامك الآن فسأتمثل , أنا مغرمٌ بك منذ أن سكنتم في بيتي وحللتم ضيوفا عليَّ…
زاد ذعر سمية وشُلت يداها ، قامت مسرعة نحو باب غرفتها وهي تصرخ بأعلى صوتها ومن خلفها علَت ضحكة شيطانية!!!
بالتأكيد علمتم أن من كان يخاطب سمية ليس من البشر بل من الجن وقد يكون من مردة الشياطين , لا تعجبوا فالجن استوطنوا الأرض قبل الأنس بألف عام ولديهم من العلم ما ليس لدى الأنس, كما أن الله خصهم بصفات لم تكن للانس ,فهم يروننا من حيث لا نراهم كما أنهم قد يتلبسون بالإنسان ويسيطرون عليه ,فلمَ العجب ؟؟
العبرة من القصة هو الحذر الحذر , فإن لم يكن من شياطين الجن فمن شياطين الانس , فمتى خلَت الفتاة بنفسها وتركت العنان لخيالها ودخلت في هذه الاجهزة التي يوجد بها المردة والشياطين الشريرة فان ذلك فيه خطر شديد عليهن وقد يؤدي بهن الى ما لا تحمد عقباه.
فالاجهزة ووسائل الاتصال الحديثة سلاح ذو حدين فيها الضار جدا والنافع جدا , فلا تأخذوا ضرها وتتركوا نفعها.