
شهدت وسائط التواصل الاجتماعي في موريتانيا، خلال الفترة الأخيرة، تصاعدا غير مسبوق في الدعوات ذات الصبغة العنصربة والخطاب الفئوي الشرائحي، الذي يحرص على الفتنة والفرقة بين مكونات المجتمع.
وقد ظهرت هذه الانحرافات الخطيرة عبر موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي، خاصة من خلال نشر صور وشائعات تتحدث عن حرائم سطو واغتصاب وحرابة يعتبرها بعض رواد هذا الفضاء الافتراضي حملة عدوانية تستهدف بها مكونة من المجتمع مكونات أخرى باعتبارها مسؤولة عن الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها تلك الأوساط؛ فيما تستغل أخرى ذات الأساليب لشيطنة شريحة بعينها والتحريض عليها باعتبارها تريد القضاء على غيرها.
حالة بلغت من الخطورة، على مستوى تطبيق «واتساب» حد تدخل الجهات الرسمية من خلال الاستعانة بأئمة المساجد كي يوحدوا خطبهم يوم أمس (الجمعة) ويكرسوها لتحذير عامة الناس من مخاطر مثل هذا الاستغلال غير السليم لوسائط التواصل الاجتماعي؛ وإظهار أن الإسلام الذي هو العامل الجامع لكل الموريتانيين، لا يقبل بحرية التعبير إن استغلت خارج مبدأ جلب المنافع ودرء المفاسد؛ وبالتالي فإن نشر الكراهية والتحريض على التفرقة وزعزعة أمن الناس وسلامتهم ولحمتهم أمور خارجة على قواعد الإسلام وعلى القيم الأخلاقية الراسخة للمجتمع..