في وقت متزامن، وتقريبا بنفس الأسلوب، وبعد سنوات من الصمت، خرجوا من جحورهم يصبون جام لعناتهم على إدارة التلفزيون الموريتاني، وكأنهم لتوهم استيقظوا من نوم أصحاب الكهف..
فما الذي يا ترى جد وأيقظ أقلام وضمائر هؤلاء فجأة ودون مقدمات!!؟ ما أجزم به هو أن السماء لم تمطر ضمائر، والأرض لم تنبت شجاعة، والبنوك لم تمنح قروضا من الوطنية، وإلا لكان هؤلاء بدأوا بأنفسهم فانتقدوا سنوات صمتهم عن ما يرونه اليوم وبعد صمت طويل فسادا منقطع النظير..
أما ما أجزم به فهو أن هذه السيدة التي تدير التلفزيون الوطني اليوم هي سيدة بألف رجل، وإلا لكانت جرفتها سيول لوبيات التلفزيون التي أصبحت في خبر كان بعد أن سيطرت عقودا على مجريات الأحداث في ذلك القطاع الحيوي، الذي كانت الروائح النتنة في مبناه تحجب حقيقة فساده، قبل أن تغسله المديرة الحالية بمطهرات المساواة والعدالة بين أفراده، فاتحة قلبها ومكتبها للجميع. فمن من المصورين في هذا القطاع كان يتصور ولو لبرهة أن يحصل على دورة تكوينية في موريتانيا، أحرى أن يحجز له فندق في اسطنبول وتهتم بتكوينه أكثر طواقم التصوير خبرة في العالم، قبل أن تمسك هذه السيدة زمام العمل في التلفزيون الرسمي!!؟
ومن من الصحفيين العاملين بقطاع الأخبار كان يحلم أن يخبر زميلا له أنه تلقى دورات تكوينية في كثير من بلدان العالم، بعد أن كانت تلك الدورات حكرا على بعض أصحاب الوساطات دون غيرهم!!؟..
ومن من العقدويين بالتلفزيون الوطني كان يحلم أن يحصل على عقد عمل يمنحه كافة حقوقه قبل أن تأمر المديرة العامة بإجراء مسابقة علنية ليحصل كل ذي حقه على حقه!!؟.. أما الأكيد بل المؤكد فهو أن ضمائر هؤلاء التي استيقظت متأخرة قد أصابها الخرف، فنسيت أن تفي السيدة ولو جزء بسيطها من حقها، واكتفت بأن تتمدد على فراش الشيوخ الوثير بعد نومة دامت زمنا طويلا..
بادو ولد محمد فال امصبوع