لم يحدث شيئ فى قطر لم تخترق وكالة الأنباء القطرية
ما ورد من تصريحات لأمير قطر كان ضروريا للإستهلاك المحلي والعربي لأنه يلامس بعض النبل والأصالة فى الموقف من القضية الفلسطينية والصراخ ولوخجلا فى وجه الدب القطبي أترامب
أما نفي تلك التصريحات والتراجع عنها وابتكار لعبة "القرصنة" فهو تعبير عن موقف قطري أصيل وثابت لا يتزعزع قيد أنملة عن التحالف مع أمريكا ومنحها أرض وسماء الإمارة الصغيرة لتضرب هذا وتتجسس على هذا وهكذا
إن زيارة اترامب للسعودية كانت رحلة استكشاف حقيقية فما الذى على الإدارة الأمريكية ومخابراتها القيام به لمزيد من "حلب" دويلات الخليج حتى الدويلات العجاف
تقريبا فى كل دولة خليجية مشكلة وذلك مهم لأمريكا التى تملك فزاعة التخويف من إيران وداعش
الكويت مشغولة بنفسها والسعودية غارقة فى اليمن الممزق والإمارات لديها مايشغلها والبحرين تواجه إعصارا طائفيا تغذيه إيران من هنا والسعودية من هناك أما سلطنة عمان وقطر فهما إمارتان صغيرتان تتحركان كخاتمي فضة فى أصابع أمريكا
لذلك الزوبعة فى قطر لها علاقة بنظرة أمريكية جديدة تهدف إلى مزيد من خلط الأوراق فى المنطقة
إن اترامب يدرك هشاشة التعاون الخليجي لكنه ربما رأى أنه يجب ضرب الدويلات ببعضها للاستفادة من طلبات الحماية التى ستقدمها له كل دولة على حدة ضد جارتها وضد إيران
السعودية لاترضى باقل من قيادة القطيع الخليجي الذى يراقبه ذئب إيراني شرس ونهم وجاهز وهناك كلب اسمه إسرائيل هو ملك لأمريكا وتحتفظ به حتى تقرر هل من المناسب القذف به لمطاردة الذئب الإيراني أم الاستعانة به لتجميع القطيع الخليجي
أتصور أنه رغم ضعف دويلات الخليج ووهنها لن تنجر فى خلافات بينية جديدة وأظن بأنها ستتجاوز بسرعة زوبعة الفنجان القطري لتنتبه إلى ضرورة التعايش والتعاون مهما كانت هشاشة التعايش وضعف التعاون
إن القطيع يتجمع أحيانا لمواجهة العواصف والأمطار محتميا ببعضه أظلافا وقرونا وأجسادا وفى غفلة من الراعى وكلبه وذئبه
حبيب الله ولد أحمد