رحل اليوم آخر المراجع المسوعية التى جمعت بين سعة النظر و دقة التحقيق وقوة الحافظة وبلاغة البيان وربانية المنهج والأداء الشيخ الشيباني ـ عبد الله ـ بن الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن حامد بن عبد الله بن محمد بلال رحمه الله كان ثبتا حجة فى القرآن دراية ورواية والفقه واللغة التى علا كعبه فيها حتى داعبه شيخه الشيخ محمد عالى ولد عدود أنه سيكون أنحا أهل آفطوط.
وقد حدثنى أنه بعدما ختم عليه لامية الأفعال فى الصرف قال له عد إلى أهلك ولن تقف فى وجهك مسألة فى هذا العلم ، اشتغل بالتدريس مربيا وموجها فى المدارس الحكومية بداية ستينيات القرن الماضى فتخرجت عنه أجيال تتقن القواعد اللغوية نطقا وكتابة .
كنا فى النوازل العصية نهرع إليه فيجلى لنا ما أعجزنا استحضاره من أقوال الفقهاء ثبت الله له الأجر وأسكنه فسيح جناته بفقده خسر المجتمع الحجاري وجها من الوجوه الوضيئة النقية ذكرنا رحيلك أيها الخال الكريم بالوالدة التى كنت بالنسبة لها القمة فى الفقه واللغة وكانت عندما تأخذ رأيك فى مسألة فقهية يطمئن قلبها .
رحمكما الله إلى جنات الخلد نودعك وقلوبنا يعتصرها الأسى لفقد البقية الصالحة وقبسات النور الرباني و أتمثل قول ابن نويرة : فقلت له إن الأسى يبعث الأسى * فدعني فهذا كله قبر مالك