"جمهوريات الموز هو مصطلح ساخر يطلق للانتقاص من دول غير مستقرة سياسيا، يعتمد اقتصادها على عدد قليل من المنتجات كزراعة الموز مثلا، ومحكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة. ولا يزال هذا المصطلح يستخدم غالبا بطريقة مُهينة لوصف حكومات بعض البلدان في أمريكا الوسطى و منطقة بحر الكاريبي".
قطعا هناك ما يجمع بلدنا بتلك البلدان، سواء تعلق الأمر بأوصاف الفساد، أو بحكم "الأقلية" الفاسدة، لكننا كنا بمعزل منذ الاستقلال عن زراعة الموز وما يتصل بها.
لكن يبدو أن "عبقرية" بعضهم تفتقت، ربما بعد عطلة صيفية في الكاريبي، عن مشروع بتكلفة خمسة مليارات من الأوقية ستنفق عدا ونقدا على زراعة الموز في موريتانيا، وكأن هناك ضرورة غذائية أو صحية أو اقتصادية لهكذا مشروع.
يحْدث ذلك وملايين الأمتار المكعبة من المياه تذهب هدرا في الجنوب الشرقي من دون سدود متوسطة أو صغيرة مُحْكمة. ويمكن في حال بنائها سد نقص هائل في مياه الشرب والسقي والزراعة.
كما توجد هناك ثروة حيوانية لا مثيل لها، وهي كنز حقيقي، يمكن تنميته وتطويره بالمليارات الخمسة، وإنشاء مصانع للعلف، لكن تلك الثروة تضيع سنويا بالموت عطشا أو مرضا أو جوعا، في ظل دولة لا تهتم بسكان الريف.
والغريب أن من يهمّهم الأمر لا يعلمون، أن أكبر كارثة ستواجه هذا البلد هي استنزاف المياه الجوفية، ونفوق الأنعام، هذا إن سلم الساحل من تسونامي قادم لا محالة.
تبدو هكذا سياسات كنوع من العبث المقيت، تماما كمصنع للألبان في النعمة، لم ير النور بعد، يراد له تعبئة ألبان سائلة مبسترة، في منطقة شديدة الحرارة، بينما الأوْلى هو الألبان المجفّفة التي قد تنقذ السكان في أوقات الشدة ويمكن تخزينها لمدة أطول، تماما كمصنع للّحوم المقدّدة، المغلفة بالبلاستيك المفرغ من الهواء ويمكنه البقاء سنوات من دون أي تغيير ولا حفظ كيمياوي.
لكن يبدو أن "دولة أهل لخيام" تريد أن لا يفوتها شرف الانضمام إلى جمهوريات الموز، ليصبح اسما على مسمّى!