ماذا لو عرفت أن في مقدورك استئجار جزيرة بمبلغ يقل عما يمكن أن تدفعه لقضاء ليلة في فندق خمس نجوم أو مقابل عشاء في مطعم راق في نيويورك أو لندن أو باريس؟
وماذا أيضاً لو عرفت أن هناك عشرات الجزر المخصصة للإيجار في العديد من بحار العالم شرقاً وغرباً، ويمكنك أن تقضي فيها أسبوعاً أو أكثر مع عشرات من ضيوفك، أو أن تقيم فيها حفل زفاف مثلاً؟
قد تتساءل عن طبيعة هذه الجزر وأين تقع وما هي المغريات التي تجعل المرء يستأجرها في إطار ميزانية تناسب الأثرياء ومتوسطي الحال أيضاً.
الجزر متوافرة لمن يبحث عنها وهناك شركات عالمية متخصصة في العمل كوسيط بين المالك والمستأجر.
في الفقرات التالية سوف نأخذك في رحلة سريعة لتتعرف على هذه اللآلئ وسط البحار:
جزيرة شارلي – فلوريدا
يمكن القول إن هذه الجزيرة الكائنة قبالة سواحل فلوريدا دليل واضح على أن في الإمكان استئجار «شاليه» فيها بميزانية متواضعة تبلغ خمسين دولاراً في الليلة للشخص الواحد.. هناك ثمانية شاليهات للإيجار في هذه الجزيرة ذات المناظر الطبيعية الخلابة.
أثناء الإقامة في هذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 32 دونماً يستطيع الزائر ممارسة هواية الصيد البحري أو صيد الطيور في المواسم التي يسمح فيها بالصيد، أما هواة الغوص أو السباحة فشواطئها ذات المياه الصافية توفر الفرصة المثالية.
جزيرة المنارة الصغيرة – النرويج
توجد قبالة سواحل النرويج مجموعة من الجزر الصغيرة لكن خبراء السياحة يعتبرون جزيرة المنارة جوهرة النرويج ففي فصل الشتاء يستطيع الزائر الاستمتاع بأجمل المناظر المتمثلة بأضواء الشفق القطبي، وفي الصيف تتميز المنطقة بما يسمى الليالي البيضاء حيث تظل الشمس ساطعة طوال 24 ساعة في اليوم.
الجانب المميز في هذه الجزيرة هو الاستماع لحديث مسؤولة الجزيرة وهي تروي الحكايات المشوقة عن المنطقة وتاريخها من دون أن يشغلها الحديث عن إعداد الطعام اللذيذ لضيوفها.
يتسع بيت الضيافة في الجزيرة لأربعة أشخاص فقط، لكل منهم غرفته الخاصة والمزودة بكل مستلزماتها ويمكنهم قضاء ليلتين بكلفة 750 دولاراً لكل منهم.
أثناء الإقامة في الجزيرة يستطيع الزائر استكشاف بعض التجمعات السكنية القديمة جداً والاستمتاع بمشاهدة الحيتان وهي تكسر الأمواج حين تطفو على السطح من أجل التنفس، كما يمكنه ممارسة هواية الصيد في موسم وضع الأسماك لبيوضها أواخر الشتاء وأوائل الربيع.
توجد في الجزيرة العديد من الكهوف الطبيعية، بعضها بعمق أربعين متراً تحت الأرض حيث درجة الحرارة في الشتاء تبلغ 32 أما في الصيف فالطقس دافئ ومشمس وفي الليل يشتد البرد.
كايو إسبانتو – بيليز
لعل أفضل ما في جزيرة كايو إسبانتو في بيليز، بالإضافة طبعاً الى مياه شواطئها الصافية الزرقة ورمالها البيضاء، هو موقعها الجغرافي بالقرب من البحر الكاريبي وسهولة الوصول إليها من غالبية المناطق في الجنوب الأميركي.
الجزيرة أشبه بواحة غناء وسط البحر وقد أقيمت فيها سبع فيلات كبيرة على الطراز الإسباني تواجه البحر وتتسع كل منها لأربعة.
يستطيع الزائر ممارسة رياضة التجديف أو السباحة والغوص في أعماق مياه كحبات الكريستال الشفاف أو الاستمتاع بمشاهدة شروق الشمس وغروبها.
تبلغ كلفة الإقامة في هذه الجزيرة 1530 دولاراً في الليلة لكل شخص، ويشمل هذا المبلغ كل الخدمات بما فيها الطعام والشراب وممارسة كل ما تقدمه الجزيرة من خدمات، أما إذا جاء الزوار كمجموعة تعداد أفرادها 28 شخصاً فيمكنهم الإقامة لمدة أسبوع كامل بمبلغ 300 آلاف دولار.
جزيرة يوندر كاي – إكسوماس – البهاما
إكسوماس ليست جزيرة واحدة بل مجموعة من الجزر التي تتنافس في روعة مناظرها لكن موضوعنا هو عن جزيرة يوندر كاي التي تبلغ مساحتها 72 فداناً وتقع على بعد 70 ميلاً إلى الجنوب من ناسو بهاما.
يمكن الوصول إلى هذه الجزيرة بالطائرة في رحلة من فلوريدا تستغرق 90 دقيقة، أو بقارب سريع حيث في الإمكان الرسو في ميناء صغير تتوافر فيه كل الخدمات.
أقيمت على الجزيرة أربع فيلات يمكن أن تستضيف 28 زائراً وتوفر للجميع كل ما يمكن أن يجعل زيارتهم تجربة لا يمكن نسيانها.. دار للسينما وبيانو وحمامات بخار وطاولة بلياردو وغرفة ألعاب متنوعة وغير ذلك الكثير.
وفي إمكان الزوار ممارسة مختلف الرياضات المائية كالسباحة والغطس والصيد والتجديف، أما إذا لم يكونوا من هواة هذه الرياضات فبإمكانهم ممارسة رياضة الغولف.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزيرة مزودة بالطاقة المتولدة من حركة الرياح ومن الشمس إذ يوجد فيها ثلاثة مولدات لطاقة الرياح بالإضافة إلى خلايا شمسية تمتد على مساحة تقارب فدانين.
أما تكاليف الإقامة في هذه الجزيرة فتبلغ 2300 دولار في الليلة للشخص الواحد.. تزيد أو تنقص 200 دولار حسب الموسم.
سبيكتاكل – ولاية مين الأميركية
توجد قبالة شواطئ ولاية مين عدة جزر خاصة ومخصصة للإيجار، لكن هذه الجزيرة بالذات توفر لزوارها العديد من الخدمات الراقية وبتكلفة معقولة إذ تبلغ كلفة الإقامة لستة أشخاص لمدة أسبوع ثمانية آلاف دولار. أي أن تكلفة الإقامة لشخص واحد تقل عن 200 دولار في الليلة.
يستطيع الزائر الاستمتاع في الصباح الباكر بمشاهدة صيادي سرطان البحر من شرفته وهم يجمعون ما التقطته شباكهم طوال الليل، ويمكنه إذا رغب النزول ومشاركتهم متعة جمع سرطانات البحر في أوعية خاصة تمهيداً لإرسالها إلى الشركات التي تتولى عمليات التسويق والبيع، أو شراء ما يحلو له من هذه السرطانات الشهية.
في عام 2005 أقيمت على هذه الجزيرة مجموعة من الفلل التي تتألف كل منها من ثلاث غرف نوم مؤثثة بالكامل ومزودة بالطاقة الشمسية بالإضافة لوجود مولدات كهربائية لمواجهة حالات الطوارئ.
هناك احتمال كبير بأن يحط على شرفة الفيلا حيث تقيم نسر أو طائر العقاب الذي يكثر وجوده في المنطقة.
غوانا – جزر فيرجن البريطانية
تبلغ مساحة هذه الجزيرة 850 فداناً وفي إمكان الزائر ممارسة مختلف أنواع الرياضات البرية والمائية كالسباحة والغطس والتجديف والصيد والغولف والكريكت، وهي لعبة إنكليزية.
يؤكد خبراء السياحة أن عشاق الطبيعة سوف يجدون ضالتهم في هذه الجزيرة التي هي موطن للعديد من الفصائل المهددة بالانقراض كما توجد فيها بعض المزروعات والنباتات النادرة.
تتميز هذه الجزيرة بطقسها المقبول كل أيام السنة من حيث درجة الحرارة ومعدل الأمطار، على الرغم من أنها معرضة لموسم الأعاصير ما بين يونيو ونوفمبر من كل عام، والغريب أن الطقس يظل ممتازاً خلال هذه الشهور أيضاً.
تبلغ تكلفة الإقامة في هذه الجزيرة قرابة 600 دولار للشخص الواحد في الليلة.
تابروبان – سريلانكا
في عشرينات القرن الماضي أقام اللورد البريطاني «دي موني» المعروف بغرابة أطواره فيلا مترامية الأطراف على هذه الجزيرة التي لا تبعد سوى 180 متراً عن شواطئ سريلانكا، وبالطبع فالإقامة في هذه الجزيرة لو ليوم واحد تعيد الزائر إلى أيام الإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عن مستعمراتها.
للفيلا ثمانية أضلاع متساوية وتحيط بها شرفات مزودة بزخارف وحمامات سباحة تطل على البحر في تصميم هندسي غاية في الروعة.
توجد على الشاطئ قبالة الجزيرة عدة مدن من بينها غال وماتارا، وفي استطاعة زوار الجزيرة الانتقال إلى هذه المدن في قوارب بخارية للتسوق والاستمتاع بمشاركة السكان حياتهم اليومية البسيطة.
أما إذا أراد الزوار قضاء الوقت في الجزيرة فيمكنهم الاستمتاع بممارسة العديد من الرياضات البرية أو البحرية.
تتميز هذه الجزيرة بوجبات الطعام الذي تقدمه لزوارها.. ففي كل يوم يقوم الطاقم المكلف بالخدمة بسؤال الزوار عما يريدون تناوله، ومن ثم يذهبون إلى المدن القريبة لشراء حاجياتهم الطازجة والتي غالباً ما تكون من منتجات البحر ويعودون لطهيها وإعدادها بالتوابل التي تشتهر بها سريلانكا.
تتألف الفيلا من أربع شقق منفصلة وفي كل شقة غرفتان وحمامان مستقلان، أما تكلفة الإقامة فتبلغ 1400 دولار للشخص الواحد في الليلة وتصل إلى 3500 دولار في مواسم الذروة السياحية.