بعد أن فجع العالم الإسلامي بجريمة محاولة استهداف المصلين في المسجد الحرم في شهر رمضان المبارك، باتت المقدسات الإسلامية هدفا للعناصر الإرهابية دون مراعاة لحرمة المكان أو الشهر الفضيل.
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها ألقت القبض على 5 من المتهمين، بينهم امرأة، حيث تمركزت خلية إرهابية في 3 مواقع، أحدها في محافظة جدة، والآخران في حي العسيلة بمكة وحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام.
وتأتي محاولة استهداف المسجد الحرام، التي أحبطتها قوات الأمن السعودية، أحدث محاولات العناصر الإرهابية في استهداف الحرمين الشريفين.
إذ لم تسلم المدينة المنورة في وقت سابق من هجمات المتطرفين، ففي يوليو الماضي نفذ شاب هجوما انتحاريا قرب المسجد النبوي، مما أسفر عن مقتل 4 من رجال الشرطة السعودية.
هجمات على الحرم المكي
وعلى مدار العقود الماضية، شهدت مقدسات إسلامية عدة هجمات واعتداءات نفذها متطرفون، على رأسها مكة المكرمة أكثر الأماكن قدسية في الدين الإسلامي، والمدينة المنورة حيث مسجد وقبر الرسول.
ويسجل التاريخ الحديث هجمات عدة شهدتها منطقة الحرم المكي، منها الهجوم المسلح الذي قاده جهيمان العتيبي عام 1979 مع نحو 200 من أتباعه، الذين حاصروا المصلين في المسجد الحرام.
وفي وقت لاحق تمكنت قوات الأمن السعودية من تحرير المحاصرين والقبض على العشرات من المهاجمين، وحكم عليهم بالإعدام، ومن بينهم العتيبي.
وفي عام 1987، كشف رجال الأمن في السعودية عن كمية من المواد الخطرة شديدة الانفجار، وجدت داخل حقائب حجاج إيرانيين قدموا إلى المملكة عبر جدة، على متن طائرة إيرانية كانت تقل 110 ركاب لأداء مناسك الحج.
وأقر حينها أصحاب الحقائب في اعترافات بثها التلفزيون السعودي، بحمل هذه المواد بأمر من النظام الإيراني، بغية تفجير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، التي وصل إليها في ذلك العام أكثر من مليوني حاج وحاجة.
وخلال موسم حج عام 1989، قامت مجموعة من الكويتيين الموالين للنظام الإيراني، بتفجيرات في مكة بعد تسليم المواد المتفجرة لهم من قبل مسؤول في السفارة الإيرانية في الكويت يدعى محمد رضا غلوم، ونتج عن ذلك قتل وجرح عدد من الحجاج.
وفي 1990، قام أفراد من ما يسمى "حزب الله الكويتي" بإيعاز من إيران، بإطلاق الغاز السام في نفق المعيصم قرب المسجد الحرام في مكة وبداخله آلاف الحجاج، مما أدى إلى مقتل أكثر من ألف حاج وحاجة وإصابة العديد.