ما سر ظهور جثث ضحايا الحربين العالميتين في جبال الألب؟

خميس, 2017-07-20 17:37

أكدت الشرطة السويسرية أمس 19 يوليو-تموز 2017 أن الجثتين اللتين عثر عليهما في مرتفعات جبال الألب لرجل سويسري وزوجته. وذكرت أن الرجل يسمى "مارسولان ديمولان". أما زوجته فاسمها فرانسين. وكانا قد اختفيا يوم 15 أغسطس –آب عام 1942 في مكان تغطيه الثلوج ويقع على ارتفاع ألفين وست مائة متر. وكان الرجل وزوجته يقيمان في قرية " شاندولين" السويسرية.

وفي ذلك اليوم قررا الصعود إلى جبال الألب لتفقد قطيع من الحيوانات التي كانا يربيانها. وبالرغم من أن عملية البحث عنهما استمرت شهرين ونصف، فإنه لم يتم العثور عليهما. وكان لديهما خمسة أطفال وطفلتان اثنتان تتراوح أعمارهم بين الثانية والثالثة عشرة.

والحقيقة أن العثور على جثتيهما بعد مرور 75 عاما على اختفائهما يعزى إلى ذوبان الجليد المتجمد في أعالي قمم سلسلة جبال الألب بشكل غير طبيعي بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق جراء ظاهرة الاحتباس الحراري. بل إن ظاهرة ذوبان الجليد المتجمد في هذه السلسلة الجبلية أصبحت تكشف بشكل منتظم منذ سنوات عن جثث مدنيين اختفوا أحيانا منذ قرن أو أكثر. ومن خاصيات هذه الظاهرة كما يتم تلمسها في سلسلة جبال الألب أنها تساهم أيضا في الكشف أكثر فأكثر عن جثث مئات الجنود الذين شاركوا في الحربيين العالمية الأولى والثانية.

الملاحظ أن ذوبان الجليد المتجمد في سلسلة جبال الألب أثر سلبا خلال السنوات الأخيرة في قطاع سياحة التزلج على الثلج في سويسرا وإيطاليا والنمسا وفرنسا. واضطُرت مؤسسات كثيرة مختصة في هذه السياحة إلى إطلاق أنشطة أخرى منها الرحلات الجبلية. وتقترح بعض الجمعيات التي تعنى بالتنمية المحلية إطلاق متاحف محلية خاصة بالمعارك التي دارت رحاها خلال الحربين العالميتين الأولى توضع فيها مثلا الأشياء التي يُعثر عليها قرب جثث الجنود الذين غمرتهم الثلوج وأصبح ذويان الجليد المتجمد يكشف عنها بشكل منتظم.