إن الأمن والاستقرار في كل مكان من بقاع الدنيا يقتصر دائما علي فهم معني الإنتماء للوطن الذي هو الانتساب الفعلي، والشعور الكامل بوجود دعائم حب تجاهه ، واعتزاز الفرد بوطنه الذي ينتمي إليه بجميع مقوماته مع الحفاظ على استقراره الأمنيّ، والارتقاء به إلى أعلى المستويات، ويتأتى ذلك من خلال المشاركات الفعالّة للأنشطة المجتمعيّة بشكلٍ إيجابيّ، والحرص على جميع مصالحه ، وكل ما اشتد العود ، وعلا الكعب منا في المعرفة الصحيحة ، والسليمة لهذه المفاهيم الكبيرة ، والمعاني السامية كلما تسني لنا الإقتراب رويدا رويدا من مفردة مميزة في قاموس العظمة الانسانية ، وشحنة من الاحاسيس الصادقة ، ومنظومة من القيم والمبادئ السامية هي حب الوطن
وطني إذا ما شاك مجدك شائك *** فكأنما هو ناخر بعظامي
وطني إذا ما شان فضلك شائن *** فأنا الغيور وعزة الإسلام
وطني العزيز وفيك كل صبابتي ** وتدلّهي وتولّهي وهيامي
لكن هذا التوله ، والهيام بالوطن لا يكون بالحديث عن افتان أبنائه الظاهر بيه والمحافظة على مكتسباته ، والحنين إليه، بقدر ما يكون بالفعل ، والعمل والإيمان ، والحب ، وتنمية إحساس الفرد بأنه جزء من هذا الحضن الدافئ ، والملاذ الرؤوم ليظل في سويداء قلبه أنشودة عذبة ، وثقة ، ومحبة ، وعزما ، وإصرارا ، وتضحية ، وتفانيا في العطاء والبناء ، والعمل ، واليقظة ،والاهتمام والقوة ، وكل ما يحقق له الخير ، والفاعلية ، والتمسك بمكارم الأخلاق باعتبارها سمة المُجتمعات الرّاقية المُتحضّرة .. وأينما وُجِدَت الأخلاق فثمّة الحضارة ، والرّقي ، والحب الحقيقي للكلمة التي تُداعب حروفها الأسماع، وتسلب نغماتها الألباب .