نظمت المنسقية الوطنية لدعم الإصلاحات الدستورية، مساء اليوم الأحد، مهرجانا جماهيريا بالفضاء الثقافي لدار النعيم.
المهرجان حضره المنسق العام لحملة الاستفتاء على التعديلات الدستورية على مستوى ولايات انواكشوط الوزير المختار ولد اجاي، ومنسقها على مستوى مقاطعة دار النعيم الوزير محمد ولد جبريل، والقيادي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المختار ولد عبد الله، وشخصيات أخرى.
المنسق العام الوزير المختار ولد أجاي قال إن موريتانيا دخلت مرحلة جديدة من مراحل تاريخها، وهي مرحلة إعادة التأسيس، بعد استكمال عملية البناء.
و أضاف ولد اجاي إن أهم ما يميز هذه المرحلة هو إشراك الموريتانيين في القرار، وتثمين وإعادة الاعتبار لرجال المقاومة الوطنية.
الامين عام المساعد للحكومة الدكتور محمد إسحاق الكنتي قال إن ما سيقام به في المرحلة الجديدة سيكون موريتانيا صرفا، وينتمي إلى موريتانيا.
وتحدث الكنتي في هذا الإطار عن دستور وتقطيع إداري جديدين ونابعين من حاجة الموريتانيين، وليسا موروثين عن المستعمر.
وأضاف الكنتي: فيما سبق كانت الدولة تسير الشأن اليومي فقط، أما الآن فقد أصبح لدينا مشروع وطني، سينبثق عنه دستور وطني، لأن المواطنين هم من سيختاره.
وخاطب الكنتي الجمهور الحاضر قائلا: أجدادكم لم يكونوا قطاع طرق كما يقول البعض.. أجدادكم بنوا حضارة عظيمة، وبنوا مراكش.. قطاع الطرق هم الذين جاؤوا مع الاستعمار.. وعن التعديل الدستوري المقترح قال الكنتي: إن الشخصيات القيادية هي التي تصنع الدساتير.. وشبه الكنتي معارضة التعديلات الحالية بما حدث في فرنسا قبل عقود، حيث وقفت المعارضة الاشتراكية الفرنسية في وجه الجنرال ديكول، واصفة إياه بالجنرال، وما أقدم عليه بالانقلاب. واستطرد الكنتي: وهذا هو ما يحصل عندنا اليوم، فحزب التكتل الاشتراكي يردد الآن نفس عبارات الاشتراكيين الفرنسيين آنذاك، لكنه سيلبس هذا الدستور فيما بعد كما لبسه ميتران حين وصل للحكم.
ولد عبد العزيز كان شجاعا حين وصف مقتل كبولاني بالعملية البطولية وقال الكنتي إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز كان شجاعا حين وقف إلى جانب النصب التذكاري لكبولاني واصفا قتله بالعملية البطولية، وهو أمر لم يجرؤ عليه رئيس موريتاني من قبله.
وقال الكنتي إن السياسة الخارجية للبلدان لا علاقة للمعارضة بها، لأنها مبنية على أسرار الدولة.. وإن التظاهر أمام سفارة دولة أجنبية تنديدا بالوطن بسبب قطعه العلاقات معها عمل غير وطني، ولا علاقة لأصحابه بالوطن.
الدكتور سعد بوه ولد محمد المصطفى رئيس الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة تساءل بأي حق نتجاهل أولئك الذي قتلوا كبولاني ومكماهون وغيرهم من القواد الفرنسيين الكبار؟ وأضاف ولد محمد المصطفى: إن التعديلات الدستورية الحالية ستنصف المقاومين العظام وتوفيهم حقهم من الاعتبار والإجلال.
الشيخ الطالب أخيار ولد الشيخ مامين قال إن العلم الحالي يغيظ المستعمرين، وشاهد ذلك أن المستشارة الثقافية بالسفارة الفرنسية تتصل بالناس وتؤلبهم ضده. وأضاف ولد الشيخ مامين: نحن متعبدون بإغاظة الكفار.
في نهاية الحفل أهدى الشيخ الطالب أخيار، نسخة من كتابه "علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار" للدكتور محمد إسحاق الكنتي صاحب الدعوة والمبادرة.