"تفاصيل" حول موعد عيد الأضحى والكسوف الكلي للشمس

أحد, 2017-08-20 18:03

سبق- في مشهد سابق لعيد الأضحى المبارك، تتحرى بعض الدول الإسلامية هلال شهر ذي الحجة 1438هـ، غداً الاثنين؛ في حين تتحرى معظم الدول الإسلامية الهلال، بعد غد الثلاثاء؛ حيث يتحدد بعدها موعد عيد الأضحى.

 

وأكد مدير مركز الفلك الدولي، المهندس محمد شوكت عودة، بالنسبة ليوم الاثنين؛ فإن رؤية الهلال في ذلك اليوم مستحيلة من جميع أنحاء العالم الإسلامي بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس، وبسبب حدوث الاقتران بعد غروب الشمس؛ بل سيشهد ذلك اليوم كسوفاً كلياً للشمس يشاهد من الولايات المتحدة، ويُعتبر هذا الحدث الفلكي أهم حدث فلكي في تلك المنطقة في هذه الفترة.

 

وأضاف : "أما يوم الثلاثاء؛ فإن رؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب من أستراليا ومن وسط وجنوب قارة آسيا وجنوب أوروبا، وستكون رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من غرب آسيا ومن قارة إفريقيا وشمال أمريكا؛ في حين أن رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بسهولة من معظم أجزاء القارتين الأمريكيتين، وقال : "وحيث إن رؤية الهلال ممكنة يوم الثلاثاء من معظم أرجاء العالم الإسلامي؛ فمن المتوقع أن يكون يوم الأربعاء 23 أغسطس غرة شهر ذي الحجة، وعليه تكون الوقفة يوم الخميس 31 أغسطس، ويكون يوم الجمعة 1 سبتمبر أول أيام عيد الأضحى المبارك".

 

وعاد "عودة" متحدثاً عن كسوف الشمس يوم غد الاثنين، وقال : "المناطق التي يمكنها رؤية هذا الكسوف ككسوف كلي؛ هي أجزاء واسعة من الولايات المتحدة؛ بحيث يمكن رؤية الكسوف الكلي من جميع المناطق الواقعة ضِمن شريط يبلغ عرضه حوالى 110كم يقطع الولايات المتحدة بشكل كامل من غربها إلى شرقها، وهذا يشمل 14 ولاية وهي : أوريغون، إيداهو، وإيومنغ، مونتانا، آيوا، نبراسكا، ميزوري، إلينوي، كانساس، كنتاكي، تينيسي، كارولاينا الشمالية، جورجيا، كارولاينا الجنوبية؛ مبيناً أن الكسوف الكلي يبدأ أولاً من الساحل الغربي من ولاية أوريغون، ومن ثم يتحرك شرقاً ليقطع جميع المناطق سالفة الذكر. وستبلغ أطول مدة للكسوف الكلي في هذا الكسوف دقيقتين و42 ثانية؛ وذلك بالقرب من مدينة كاربوندال في ولاية إلينوي".

 

وذكر أنه سيشاهد هذا الكسوف ككسوف جزئي من باقي مناطق الولايات المتحدة، ومن أمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية وكندا؛ في حين أن الكسوف الجزئي سيشاهد أثناء الغروب من بعض الدول الواقعة في غرب أوروبا مثل بريطانيا والنرويج وهولندا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال؛ أما من الدول العربية فسيكون الكسوف مشاهداً ككسوف جزئي فقط، وبنسبة بسيطة من وسط وغرب المملكة المغربية وموريتانيا، وأجزاء بسيطة جداً من غرب الجزائر.

 

وبالنسبة لمواعيد الكسوف العامة، أكد "عودة" أن الكسوف سيبدأ في أول منطقة على الأرض الساعة 15:47 بتوقيت غرينتش، وسيبدأ الكسوف الكلي على أول منطقة على الأرض الساعة 16:49، وسيصل الكسوف الكلي لذروته الساعة 18:27، وسينتهي الكسوف الكلي من آخر منطقة على الأرض الساعة 20:02، في حين سينتهي الكسوف بشكل كامل من آخر منطقة على الأرض الساعة 21:04؛ لتكون مدة الكسوف بشكل كامل خمس ساعات و18 دقيقة.

 

وأشار إلى أن مواعيد الكسوف تختلف من منطقة لأخرى بشكل ملموس؛ لذلك على من يرغب في مراقبة الكسوف التأكد من مواعيد الكسوف بالنسبة لمنطقته، وقال : "الكسوف عبارة عن ظاهرة فلكية تحدث عندما يقع القمر بين الشمس والأرض؛ فعندها تختفي الشمس خلف القمر؛ إما كلياً أو جزئياً. ويرى القمر بحجم الشمس على الرغم من أنه أصغر منها بـ400 مرة لأنه أقرب من الشمس بـ400 مرة، ولو كان قُطره أقل بـ225كم لَمَا أمكننا رؤية أي كسوف كلي، ولو كان بُعده نصف المسافة الحالية لأصبح الكسوف شهرياً، ويقدر بأن شخصاً من كل 25 ألف شخص تسنح له الفرصة لرؤية كسوف كلي ! ويبلغ معدل تكرار الكسوف الكلي فوق نفس المنطقة كل 360- 400 سنة".

 

وتابع : "لرؤية الكسوف لا بد من توفر شرطين : الأول وجود الشمس فوق الأفق وقت الكسوف، والثاني هو أن يكون موقعنا على الأرض مناسباً لرؤية الكسوف؛ فقد تكون الشمس مشرقة على منطقة وهي مكسوفة، وتكون في نفس اللحظة مشرقة فوق منطقة أخرى إلا أنها غير مكسوفة على الإطلاق ! وهذا يتضمن أن مواعيد بداية ونهاية الكسوف ونسبة ما يُكسف من الشمس لنفس الكسوف تختلف من منطقة لأخرى، ويقسم الكسوف إلى أربعة أنواع :

 

1- الكسوف الكلي : وعندها يحجب القمرُ جميعَ قرص الشمس وهو يمثل 28% من الكسوفات، وفي هذه الحالة تشهد بعض المناطق كسوفاً كلياً وأخرى جزئياً، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف.

 

2- الكسوف الجزئي : وعندها يحجب القمر جزءاً من قرص الشمس، وهو يمثل ما نسبته 35% من الكسوفات. وفي هذه الحالة تشهد جميع المناطق -التي ستشهد الكسوف- كسوفاً جزئياً، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف.

 

3- الكسوف الحلقي : حيث إن بُعد القمر عن الأرض غير ثابت، وبُعد الأرض عن الشمس غير ثابت؛ فإن قُطر القمر يكون أحياناً أصغر من قُطر الشمس؛ فإذا ما وقع القمر بين الأرض والشمس وقتئذ؛ فإن الشمس ستبدو على شكل حلقة مضيئة محيطة بالقمر الأسود، وتمثل الكسوفات الحلقية ما نسبته 32% من الكسوفات. وفي هذه الحالة تشهد بعض المناطق كسوفاً حلقياً وأخرى جزئياً، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف.

 

4- الكسوف الخليط : ويمثل ما نسبته 5% من الكسوفات، وفي هذه الحالة تشهد بعض المناطق كسوفاً كلياً وأخرى حلقياً وأخرى جزئياً، ومناطق أخرى لن تشهد الكسوف. وسمي خليطاً لأنه يشاهد كلياً في مناطق ويشاهد حلقياً في مناطق أخرى في نفس الكسوف.

 

وحذر "عودة" بشدة من النظر مباشرة نحو الشمس وقت الكسوف؛ فذلك قد يؤدي إلى تلف في العين قد يصل إلى درجة العمى الدائم، وهذا التحذير ساري المفعول وقت الكسوف وغيره، فلا توجد أشعة خاصة وقت الكسوف؛ إلا أن الكسوف سيكون دافعاً قوياً للنظر مباشرة نحو الشمس؛ مما يؤدي إلى إصابة العين بأضرار متفاوتة، وأن تشعر أن أشعة الشمس غير مؤذية وبإمكانك النظر إليها هو شعور خاطئ؛ فعدسة العين تعمل كعمل مكبر صغير، فعندما تنظر إلى الشمس فإن أشعتها ستتركز على الشبكية، وبالتالي قد تحرقها، وهذا مشابه تماماً لما يحدث عندما توجه المكبر على ورقة لتحرقها بأشعة الشمس؛ إلا أن الفرق الوحيد هو أن العين هي التي تحترق الآن، والخطر الأكبر يكمن في أن الشبكية لا تمتلك مستقبلات للألم؛ فالراصد لا يشعر بالكارثة إلا بعد ساعات من ذلك.

 

واختتم : "يعيد الكلام نفسه عند استخدام بعض المرشحات التي ساد الاعتقاد بأنها آمنة؛ فكون أشعة الشمس غير مؤذية عبر المرشح؛ فهذا لا يعني أنه يمكنك النظر بأمان إلى الشمس؛ فهناك الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية؛ فالمرشح يجب أن يحتوي على طبقة من الألمنيوم أو الكروم أو الفضة لمنع الأشعة تحت الحمراء من الوصول لعينيك.

 

ومن المرشحات غير الآمنة أيضاً : صور الأشعة الطبية المستخدمة، والزجاج المدخن، والنظارات الشمسية، وأقراص الكمبيوتر، وبعض أقراص الليزر، ومن الطرق الآمنة لرصد الكسوف بالعين المجردة؛ استخدام النظارات الشمسية الخاصة لرصد الكسوف وفي العادة توفر الجمعيات الفلكية عدداً منها للمهتمين، أو استخدام زجاج اللحامين المستخدم في أعمال تلحيم الحديد ذي الرقم 12 أو 14 فقط".