تستضيف العاصمة الكازاخية أستانا الافتتاح الرسمي لمرافق تخزين الوكالة الدولية للطاقة الذرية (ليو) الحالي، وفي الوقت نفسه اطلاق المؤتمر العالمي لمكافحة التجارب النووية وذلك يوم 29 أغسطس 2017، وهو اليوم الذي اختارته كازاخستان2016 لاطلاق مؤتمر دولي لاجل عالم خال من الاسلحة النووية.
ويحضر المؤتمر الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف، وقيادات رسمية أخرى وممثلين من اكثر من 50 دولة اضافة لعدد كبير من البرلمانيين و خبراء في منع التسلح و قيادات دينية إقليمية وعالمية.
ويأتي الاحتفال بهذا اليوم، بعد إقراره في 2 ديسمبر 2009، خلال الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تتخلله الفعاليات والأنشطة والرسائل التعليمية، والتي تهدف إلى جذب انتباه العالم لتوحيد الجهود لمنع المزيد من التجاربالنووية. وذلك في إطار المبادرات التي تعتبر جزءا من الجهود العالمية الرامية إلى إقامة عالم خال من الأسلحة النووية.
كما تهدف تلك الاحتفالات إلى تحفيز الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية ووسائط الإعلام على إطلاع وتثقيف الجمهور والدول والدعوة إلى ضرورة حظر تجارب الأسلحةالنووية كخطوة مهمة جدا نحو تحقيق عالم أكثر أمانا .
وقد ساهم الاحتفال بهذا اليوم، على تحقيق الكثير من التطورات الحكومية الثنائية والمتعددة الأطراف، فضلا عن التحركات الواسعة في المجتمع المدني، على النهوض بقضية حظر التجارب النووية.
مبادرة التخلي عن الأسلحة
وقبل ربع قرن اختارت كازاخستان التخلي طوعيا عن ترسانتها النووية، حيث اغلقت وحده سيمي بلاتينسيك للتجارب النوويه التي طالت إشعاعاتها اكثر من مليون و نصف آنسان، واعلنت في 29 من اغسطس 2016 لاطلاق مؤتمر دولي لاجل عالمخال من الاسلحة النووية.
ومنذ استقلالها، لم تتوقف محاولات كازاخستان في تفعيل المبادرات الدولية لمنع انتشار التجارب النوويه، وهي تنضم الى قائمة دول عديدة تسعى للوصول الى عالم خال من اسلحة الدمار الشامل.
كما شكلت كازاخستان بالتعاون مع جيرانها في وسط اسيا منطقه خالية من الاسلحه النووية عام 2009، وفي العام 2013 استضافت جولتين من المحادثات بين ايران و مجموعه الخمسة زائد واحد بشأن برنامج طهران النووي، ومن اهم مبادراتهالتفعيل البرامج السلمية توقيع اتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة النووية في العام 2015 لتأسيس بنك لليورانيوم المنخفض التخصيب، تبلغ تكلفة هذا البنك 150مليون دولار و تشمل شراء اليورانيوم و ضمان عمله للعشر سنوات الاولى.
ولدى حكومة كازاخستان لديها رؤية مختلفة، ففي عام 2009، عرض الرئيس نور سلطان نزارباييف استضافة بنك للوقود النووي تحت سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويهدف المشروع إلى تشجيع بعض الدول على عدم المضي قدما في بناءتقنيات خاصة بها لتخصيب اليورانيوم، فبدلا من ذلك، سيتاح للدول العملاء الحصول على يورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه كوقود في المفاعلات النووية المستعملة في الأغراض المدنية.
وبدأت المفاوضات الرسمية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكازاخستان، وزار وفد من الوكالة الموقع المقترح لإقامة البنك في أوست كامينوغورسك وقدّم عددا من التوصيات لحكومة كازاخستان، وستعمل هذه المنشأة ستعمل طبقا لمعايير دولية،فإن التأثير على البيئة والصحة العامة سيكون معدوما من الناحية العملية."
كما أن مصنع “أولبا” قيد التشغيل منذ أكثر من 60 عاما في المنطقة ويتمتع بمعايير عالية للسلامة والأمن (في المجال) النووي.
اصرار كازاخي
وتفخر قيادة كازاخستان بتاريخها في مجال منع الانتشار النووي، ففي عام 1991، أغلقت البلاد المختبر النووي الرئيسي التابع للاتحاد السوفيتي السابق في سميبالاتنسك. وعلى مدار أربعة عقود، شهدت المنطقة أكثر من 450 اختبارا نوويا.
كما تخلت كازاخستان طوعا عن ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية التي ورثتها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأصبحت كازاخستان أكبر منتجي اليورانيوم في العالم. ومع استضافة محادثات بشأن برنامج إيران النووي، والحديث عن بنك الوقود النووي تعززت صورة كازاخستان كراعي مناسب للسلام.