تابع ملايين الأميركيين في دهشة عبر نظارات واقية وأجهزة تليسكوب وكاميرات أول كسوف كلي للشمس من الساحل للساحل في 100 عام تقريبا، وذلك خلال مروره من ساحل الولايات المتحدة على المحيط الهادي إلى ساحلها على المحيط الأطلسي الاثنين.
فبعد أسابيع من الترقب صاح وهلل المتفرجون من أوريغون وحتى ساوث كارولاينا عندما حجب القمر الشمس، ليغرق قطاعا ضيقا من الولايات المتحدة في ظلام شبه تام وبرودة لمدة دقيقتين. وتابع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الظاهرة الفلكية من البيت الأبيض.
وعلى مدى أكثر من 90 دقيقة، بقي ملايين الأميركيين مسمرين أمام مشهد الشمس تختفي خلف القمر في ظاهرة نادرة للكسوف الكلي للشمس.
وكانت انطلاقة هذه الظاهرة عند الساعة 17.16 (ت. غ) في ولاية أوريغون في شمال غرب الولايات المتحدة على وقع التصفيق والهتافات الحماسية من آلاف المتفرجين الذين تقاطروا لمتابعة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة.
واحتفل الأميركيون بهذه المناسبة التاريخية من خلال إقامة مهرجانات وتجمعات على أسطح المنازل وتنظيم حفلات زفاف بمواعيد متزامنة مع توقيت هذا الحدث.
وفي أرجاء البلاد كافة، حتى في المواقع التي كان فيها الكسوف جزئيا، أقبل الأميركيون بشدة على استخدام التسلكوبات وآلات التصوير.
وفي واشنطن، راقب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الظاهرة مع زوجته ميلانيا من شرفة ترومان في البيت الأبيض. وقد وجه ناظريه إلى السماء لبرهة قصيرة من دون نظارات واقية قبل أن ينبهه أحدهم إلى ضرورة وضعها.
وعلق أستاذ العلوم ريتش كروغر الذي كان موجودا في مدينة مادراس بولاية أوريغون حيث انطلقت الاحتفالات بهذا الحدث الفلكي «هذا الأمر يجعلكم مسمرين بالكامل، هذا الإحساس الداخلي هو التعريف الحقيقي لكلمة «رائع».
وأغرق الكسوف الكلي للشمس المناطق التي شهدت الظاهرة بظلام دامس على مدى دقيقتين ونيف. وتمكن الأشخاص الموجودون على قطاع بعرض 113 كيلومترا من متابعة هذا الحدث الفلكي الأول من نوعه على القارة الأميركية منذ العام 1918.
ويقطن 12 مليون نسمة في النطاق الجغرافي الذي شهد الكسوف الكلي. كما انضم إلى سعداء الحظ هؤلاء منذ أيام ملايين السياح وهواة متابعة الظواهر الفلكية ممن توافدوا بأعداد غفيرة للإفادة من هذه الفرصة.
وقال ديف ليشتناور في تشارلستون التي بيعت في شوارعها قمصان عليها شعارات مرتبطة بالكسوف «كان الأمر مذهلا».
وكانت آخر مرة وقعت فيها هذه الظاهرة وامتدت من ساحل المحيط الهادي إلى ساحل المحيط الأطلسي في عام 1918. ووقع أحدث كسوف كلي شوهد في الولايات المتحدة عام 1979.