عاد الحديث مجددا عن مسألة الشريط الحدودي العازل بين مناطق الصحراء الغربية الخاضعة لسيادة المملكة المغربية وبين شمال غربي موريتانيا من جهة بوابة ولاية داخلة نواذيبو؛ بشكل أكثر حدة وتشابكا بين مواقف وأطروحات مختلف الأطراف.
بدأ هذا التصعيد الإعلامي الحديد بالحديث عن سعي السلطات الموريتانية إلى إغلاق حدودها المقابلة لمنطقة الكركارات التي يعبرها الطريق البري الرابط بين المغرب وموريتانيا؛ ما يعني وقف حركة النشاط التجاري البري من المغرب نحو دول غرب إفريقيا مرورا بموريتانيا.
وتتحدث أوساط داخل الرأي العام الموريتاني عن محاولة قرار من الرئيس محمد ولعبد العزيز بهدف الضغط على الرباط التي ما تزال تؤوي بعض أشد معارضي نظامه شراسة؛ خاصة رجل الأعمال الموريتاني الشهير محمد واد بوعماتو الذي أصدرت نواكشوط مذكرة توقيف دولية بحقه مؤخرا، بتهمة العمل على زعزعة الاستقرار في موريتانيا، إضافة إلى المصطفى ولد الامام الشافعي الذي يخضع لمذكرة مماثلة منذ ما يزيد على ثلاث سنوات.
مصادر قريبة من جبهة البوليساريو اغتنمت عودة الحديث عن التوتر المفترض بين نواكشوط والرباط لتعيد الحديث عن سيادتها على الشريط الحدودي الواقع بين الجدار الأمني المغربي والحدود الموريتانية ضمن ما تسميه الجبهة "الأراضي الصحراوية المحررة" أي التي تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية مطلع تسعينيات القرن الماضي دون أن يكون بها أي تواجد مغربي.